السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ} (2)

ثم بين تعالى المطففين من هم بقوله تعالى : { الذين إذا اكتالوا } أي : عالجوا الكيل { على الناس } أي : كائنين من كانوا لا يخافون شيئاً ، ولا يراعون أحداً بل صارت الخيانة والوقاحة لهم ديدناً { يستوفون } أي : إذا كالوا منهم وأبدل على مكان من للدلالة على أن اكتيالهم من الناس اكتيال يضرهم ويتحامل فيه عليهم ، ويجوز أن يتعلق على ب { يستوفون } ويقدّم المفعول على الفعل لإفادة الخصوصية ، أي : يستوفون على الناس خاصة ، وأمّا أنفسهم فيستوفون لها . وقال الفراء : من وعلى يتعاقبان في هذا الموضع لأنه حق عليه ، فإذا قال : اكتلت عليك فكأنه قال : أخذت ما عليك ، وإذا قال : اكتلت منك فكقوله : استوفيت منك .