تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

35

المفردات :

خزائن ربك : خزائن رزقه ونعمائه .

المسيطرون : القاهرون والمسلطون عليها ، من قولهم : سيطر على كذا ، إذا راقبه وأقام عليه . ***

التفسير :

37- { أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } .

هل يملكون خزائن رحمة الله وفضله ، واختيار الأنبياء والأغنياء ، والأرزاق والألطاف ؟ كلا ، فذلك كلّه فضل الله .

وهل لهم سيطرة على هذه الأرزاق والألطاف ليتحكموا فيها ، فيطلبوا أن تكون الرسالة الخاتمة لرجل من القريتين عظيم ؟

وقريب من ذلك قوله تعالى : { وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَت رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا . . . }( الزخرف : 31-32 )

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ خزائن ربك } مقدوراته .

{ هم المصيطرون } الأرباب القاهرون المتسلطون ، حتى يدبروا أمر الربوبية على إرادتهم ومشيئتهم ! والمسيطر : القاهر الغالب ؛ من سيطر عليه : إذا قهره . والمسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب أعماله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } أي : أعند هؤلاء المكذبين خزائن رحمة ربك ، فيعطون من يشاءون ويمنعون من يريدون ؟ أي : فلذلك حجروا على الله أن يعطي النبوة عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وكأنهم الوكلاء المفوضون على خزائن رحمة الله ، وهم أحقر وأذل من ذلك ، فليس في أيديهم لأنفسهم نفع ولا ضر ، ولا موت ولا حياة ولا نشور .

{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }

{ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } أي : المتسلطون على خلق الله وملكه ، بالقهر والغلبة ؟

ليس الأمر كذلك ، بل هم العاجزون الفقراء

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

قوله تعالى : { أم عندهم خزائن ربك } قال عكرمة : يعني النبوة . قال مقاتل : أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا ؟ قال الكلبي : خزائن المطر والرزق ، { أم هم المصيطرون } المسلطون الجبارون ، قال عطاء : أرباب قاهرون فلا يكونوا تحت أمر ونهي ، يفعلون ما شاؤوا . ويجوز بالسين والصاد جميعاً ، وقرأ ابن عامر بالسين هاهنا ، وفي قوله : { بمسيطر } ، وقرأ حمزة بإشمام الزاي فيهما ، وقرأ ابن كثير هاهنا بالسين و بمصيطر بالصاد ، وقرأ الآخرون بالصاد فيهما .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أم عندهم خزائن ربك } ما في خزائن ربك من العلم بما يكون في غد { أم هم المصيطرون } المسلطون الجبارون

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

" أم عندهم خزائن ربك " أم عندهم ذلك فيستغنوا عن الله ويعرضوا عن أمره . وقال ابن عباس : خزائن ربك المطر والرزق . وقيل : مفاتيح الرحمة . وقال عكرمة : النبوة . أي أفبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة يضعونها حيث شاؤوا . وضرب المثل بالخزائن ؛ لأن الخزانة بيت يهيأ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر ، ومقدورات الرب كالخزائن التي فيها من كل الأجناس فلا نهاية لها . " أم هم المسيطرون " قال ابن عباس : المسلطون الجبارون . وعنه أيضا : المبطلون . وقاله الضحاك . وعن ابن عباس أيضا : أم هم المتولون . عطاء : أم هم أرباب قاهرون . قال عطاء : يقال تسيطرت علي أي اتخذتني خَوَلاً لك . وقال أبو عبيدة . وفي الصحاح : المسيطر والمصيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه ومتعهد أحواله ويكتب عمله ، وأصله من السطر ؛ لأن الكتاب يسطر والذي يفعله مسطر ومسيطر . يقال سيطرت علينا . ابن بحر : " أم هم المسيطرون " أي هم الحفظة ، مأخوذ من تسطير الكتاب الذي يحفظ ما كتب فيه ، فصار المسيطر ها هنا حافظا ما كتبه الله في اللوح المحفوظ . وفيه ثلاث لغات : الصاد وبها قرأت العامة ، والسين وهي قراءة ابن محيصن وحميد ومجاهد وقنبل وهشام وأبي حيوة ، وبإشمام الصاد الزاي وهي قراءة حمزة كما تقدم في " الصراط{[14316]} " [ الفاتحة : 6 ] .


[14316]:راجع جـ 1 ص 147.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أم عندهم } أي خاصة دون غيرهم { خزائن } ولما كان ذكر الرحمة لا يقتضيه مقصود السورة الذي هو العذاب ، لم تذكر كما في ص وسبحان فقيل{[61608]} : { ربك } المحسن إليك بإرسالك بهذا الحديث فيعلموا أن هذا الذي أثبت به ليس من قوله لأنه لا تصرف له في الخزائن إلا بهم ، فيصح قولهم : إنك تقولته وحينئذ يلزمهم فضائح لا آخر لها ، منها أن يأتوا بحديث مثله بل أحسن منه من تلك الخزائن { أم هم } لا غيرهم { المسيطرون * } أي الرقباء الحافظون والجبارون والمسلطون الرؤساء الحكماء الكتبة ، ليكونوا ضابطين للأشياء كلها كما هو شأن كتّاب السر عند الملوك فيعلموا أنك تقولت هذا الذكر لأنهم لم يكتبوا به إليك


[61608]:- زيد في الأصل: رحمة، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.