تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ} (2)

1

المفردات :

رسول : بدل من البينة ، وعبر عنه بالبينة للإشارة إلى ظهور أمره ووضوح دينه .

صحفا مطهرة : مبرأة من الزور والضلال ، والمراد بها القرآن .

التفسير :

2- رسول من الله يتلوا صحفا مطهّرة .

وهذه البينة الواضحة وضوح الشمس هي النور المبين ، هي السراج الوهّاج ، هي محمد صلى الله عليه وسلم ، دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورأت أمّه حين حملت به نورا خرج منها أضاء مشارق الأرض ومغاربها ، هذا النبي هو رسول من الله إلى عباده ، ختم الله به الرسالات ، وجعل شريعته خاتمة الشرائع .

رسول من الله يتلوا صحفا مطهّرة .

نعم هو رسول الله ، أنزل الله عليه وحي السماء ، فهو يقرأ ما تتضمنه صحف القرآن المطهّرة من الخلط والكذب ، والشبهات والكفر والتحريف واللبس ، بل فيها الحق الصريح ، فيها التشريع والإرشاد والهدي والحكمة .

قال تعالى : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا* وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا . ( الأحزاب : 45 ، 46 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ} (2)

{ رسول من الله } أي مبعوث من عنده إلى الخلق . { يتلو } يقرأ عليهم من حفظه . { صحفا } من القرآن{ مطهرة } منزهة عن الباطل والكفر والزور ، والاختلاف والشبهات .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ} (2)

ثم فسر تلك البينة فقال : { رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ } أي : أرسله الله ، يدعو الناس إلى الحق ، وأنزل عليه كتابًا يتلوه ، ليعلم الناس الحكمة ويزكيهم ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، ولهذا قال : { يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً } أي : محفوظة عن قربان الشياطين ، لا يمسها إلا المطهرون ، لأنها في أعلى ما يكون من الكلام .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ} (2)

قوله تعالى : { رسول من الله } أي بعيث من اللّه جل ثناؤه . قال الزجاج : { رسول } رفع على البدل من " البينة " . وقال الفراء : أي هي رسول من اللّه ، أو هو رسول من اللّه ؛ لأن البينة قد تذكر فيقال : بينتي فلان . وفي حرف أبيّ وابن مسعود { رسولا } بالنصب على القطع . { يتلو } أي يقرأ . يقال : تلا يتلو تلاوة . { صحفا } جمع صحيفة ، وهي ظرف المكتوب . { مطهرة } قال ابن عباس : من الزور ، والشك ، والنفاق ، والضلالة . وقال قتادة : من الباطل . وقيل : من الكذب ، والشبهات . والكفر ؛ والمعنى واحد . أي يقرأ ما تتضمن الصحف من المكتوب ؛ ويدل عليه أنه كان يتلو عن ظهر قلبه ، لا عن كتاب ؛ لأنه كان أميا ، لا يكتب ولا يقرأ . و{ مطهرة } : من نعت الصحف ، وهو كقوله تعالى : { في صحف مكرمة . مرفوعة مطهرة }{[16256]} [ عبس : 13 ] ، فالمطهرة نعت للصحف في الظاهر ، وهي نعت لما في الصحف من القرآن . وقيل : { مطهرة } أي ينبغي ألا يمسها إلا المطهرون ، كما قال في سورة " الواقعة " حسب ما تقدم بيانه{[16257]} . وقيل : الصحف المطهرة : هي التي عند اللّه في أم الكتاب ، الذي منه نسخ ما أنزل على الأنبياء من الكتب ، كما قال تعالى : { بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ }{[16258]} [ البروج :22 ] . قال الحسن : يعني الصحف المطهرة في السماء .


[16256]:آية 13 سورة عبس.
[16257]:راجع جـ 17 ص 225 فما بعدها.
[16258]:آخر سورة البروج.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ} (2)

ولذلك أبدل منها قوله : { رسول } أي عظيم جداً ، وزادت عظمته بقوله واصفاً له : { من الله } أي الذي له الجلال والإكرام { يتلو } أي يقرأ قراءة متواترة ، ذلك الرسول بعد تعليمنا له { صحفاً } جمع صحيفة وهي القرطاس والمراد ما فيها ، عبر بها عنه لشدة المواصلة { مطهرة * } أي هي في غاية الطهارة والنظافة والنزاهة من كل قذر بما جعلنا لها من البعد من الأدناس بأن الباطل من الشرك بالأوثان وغيرها من كل زيغ لا يأتيها من بين يديها ولا من خلفها ، وأنها لا يمسها إلا المطهرون ، وقراءته وإن كان أمياً لمثل ما فيها قراءة لها .