تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ} (48)

40

المفردات :

قاصرات الطرف : قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ ، لا يمددن طرفا إلى غيرهم .

عين : جمع عيناء ، وهي شديدة بياض العين شديدة سوادها ، وقيل : عِين ، أي حِسان العيون .

التفسير :

48- { وعندهم قاصرات الطرف عين } .

{ وعندهم } : أي عند أهل الجنة ألوان من المتع والنعيم الذي لا حد له .

قال تعالى : { وفيهن ما تشتهيه النفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون } [ الزخرف : 71 ] .

وفيها نساء جميلات قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ ، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن ، مع جمال العين وشدة بياضها مع شدة سوادها ، فهي عين عيناء واسعة جميلة .

وقيل : { قاصرات الطرف } ، أي : ذابلات الجفون في تكسّر ، كأنها نائمة وما هي بنائمة أو ضعيفة مريضة وما هي بمريضة .

قال ابن الأزدى :

مرضت سلوتي وصح غرامي من لحاظ هن المراض الصحاح

وقال الآخر : إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحين قتلانا

يصرعن ذا اللبّ حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ} (48)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وعند هؤلاء المخلَصين من عباد الله في الجنة "قاصرات الطرف"، وهنّ النساء اللواتي قَصَرْن أطرافهنّ على بُعُولتهنّ، لا يُرِدْن غيرهم، ولا يَمْدُدْن أبصارهنّ إلى غيرهم...

وقوله: "عِينٌ "يعني بالعِين: النّجْلَ العيون عِظامها، وهي جمع عيناء، والعيناء: المرأة الواسعة العين عظيمتها، وهي أحسن ما تكون من العيون.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

معناه أن الله تعالى جبل البشر على الغيرة، فلا يستحب الرجال أن تنظر أزواجهم إلى غيرهم، ولا النساء أن ينظر أزواجهن إلى غيرهن، فأخبر عز وجل عن أزواجهم أنهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن حبًّا لأزواجهن وطلبا لمرضاتهن.

{عين} قال بعضهم: واسعات العيون في الجمال، لأن السعة في العين إذا جاوزت الحدّ فُحش، ولا يكون فيه جمال، ولكن يكون فيه قبح.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

قاصرات راضيات من قولهم: اقتصرت على كذا.

" عين "الشديدة كبياض العين الشديدة سوادها.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

لما ذكر الله تعالى صفة مشروبهم ذكر عقيبه صفة منكوحهم.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

وصف عيونهن بالحسن والعفة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان ذلك كله لا يكمل إلا بالجماع، والخمر أدعى شيء إليه، وهو لا يكمل النعيم به إلا بالاختصاص قال: {وعندهم} نساء من أهل الدنيا وغيرها {قاصرات الطرف} أي لا تطرف واحدة منهن إلى غير زوجها، ولا يدعه تناهي حسنها وفرط جمالها طرفها يطرف إلى غيرها {عين}.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ذكر « عند» لإِفادة أنهن ملابسات لهم في مجالسهم التي تُدار عليهم فيها كأس الجنة، وكان حضور الجواري مجالس الشراب من مكملات الأنس والطرب عند سادة العرب.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

هذا وَصْف لنساء الجنة فهُنَّ {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ..} يعني: تغضّ بصرها، فلا تنظر إلى غير زوجها...

فالحق سبحانه يحفظ حُسْن المرأة، ويحرص على التكوين العفيف في المجتمع، ليأتيَ النسْلُ شريفاً طاهراً، وهذه المقاييس التي للمؤمنة في الدنيا هي كذلك في الآخرة، فكأن الحق سبحانه يُطمئن الأزواج على هذه الخصوصية، ويؤكد أن الزوجة فيها لا يشاركه فيها أحد، ولو حتى بالنظرة...

ومعنى (عندهم) يعني: في حَوْزتهم؛ لأنها من مَتَاع الجنة، فمَنِ اشتهى منهن شيئاً وجده.

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ} (48)

ولما كان ذلك كله لا يكمل إلا بالجماع ، والخمر أدعى شيء إليه ، وهو لا يكمل النعيم به إلا بالاختصاص قال : { وعندهم } نساء من أهل الدنيا وغيرها { قاصرات الطرف } أي لا تطرف واحدة منهن إلى غير زوجها ولا يدعه تناهي حسنها وفرط جمالها طرفها يطرف إلى غيرها { عين * } أي نجل العيون ، جمع عيناء ، كسرت عينه لمناسبة الياء .