تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ} (27)

22

المفردات :

يتساءلون : يتخاصمون بطريق الجدال .

التفسير :

27- { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } .

أقبل الأتباع الضعفاء على القادة الكبراء يسألونهم ويلقون التبعة عليهم ، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى : { ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين } . [ سبأ : 31 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ} (27)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ" قيل: معنى ذلك: وأقبل الإنس على الجنّ يتساءلون.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}: الرؤساء والأتباع.

{يَتَسَآءَلُونَ}: يتخاصمون...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{يتساءلون} وجهان: أحدهما: يتلاومون، قاله ابن عباس. ويحتمل ثالثاً: يسأل التابع متبوعه أن يتحمل عنه عذابه.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

كل واحد من الكفار يقبل على صاحبه الذي اغواه، على وجه التأنيب والتضعيف له، يسأله لم غررتني؟ ويقول ذاك لم قبلت مني...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وأقبل بعضهم} أي الذين ظلموا {على بعض} أي بعد إيقافهم وتوبيخهم، وعبر عن خصامهم تهكماً بهم بقوله: {يتساءلون}.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

عطف على {مستسلمون} [الصافات: 26] أي استسلموا وعاد بعضهم على بعض باللائمة والمتسائلون: المتقاولون وهم زعماء أهل الشرك ودهماؤهم كما تبينه حكاية تحاورهم من قوله: {وما كان لنا عليكم من سُلطانٍ} وقوله: {فأغْوَيْناكُم} الخ.

وعبر عن إقبالهم بصيغة المضي وهو مما سيقع في القيامة، تنبيهاً على تحقيق وقوعه لأن لذلك مزيد تأثير في تحذير زعمائهم من التغرير بهم، وتحذيرِ دهمائهم من الاغترار بتغريرهم، مع أن قرينة الاستقبال ظاهرة من السياق من قوله: {فإذا هم يَنظُرُون} [الصافات: 19] الآية.

والإِقبال: المجيء من جهة قُبُل الشيء، أي من جهة وجهه وهو مجيء المتجاهر بمجيئه غير المتختّل الخائف. واستعير هنا للقصد بالكلام والاهتمام به كأنه جاءه من مكان آخر.

فحاصل المعنى حكاية عتاب ولوم توجه به الذين اتبعوا على قادتهم وزعمائهم، ودلالةُ التركيب عليه أن يكون الإِتيان أطلق على الدعاية والخطابة فيهم لأن الإِتيان يتضمن القصد دون إرادة مجيء، كقول النابغة:

آتاك امرؤ مسْتبطن لي بِغضَة

وقد تقدم استعماله واستعمال مرادفه وهو المجيء معاً في قوله تعالى: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتَيْناكَ بالحَقّ} الآية في سورة [الحجر: 63 -64]. أو أن يكون اليمين مراداً به جهة الخير لأن العرب تضيف الخير إلى جهة اليمين. وقد اشتقت من اليُمن وهو البركة، وهي مؤذنة بالفوز بالمطلوب عندهم. وعلى ذلك جرت عقائدهم في زجر الطير والوحش من التيمّن بالسانح، وهو الوارد من جهة يمين السائر، والتشاؤم، أي ترقب ورود الشر من جهة الشِمال.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

ليحدّدوا المسؤولية عن الموقف المنحرف في خط الكفر والضلال، من أجل تحديد النتائج المترتبة على ذلك، عبر تخاصم الأتباع والمتبوعين، ليحمل الأتباع المسؤولية للمتبوعين في إضلالهم، ليكون في ذلك بعض العذر لهم، أو بعض التخفيف عنهم.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ} (27)

" وأقبل بعضهم على بعض " يعني الرؤساء والأتباع " يتساءلون " يتخاصمون . ويقال لا يتساءلون فسقطت لا . النحاس : وإنما غلط الجاهل باللغة فتوهم أن هذا من قوله : " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " [ المؤمنون : 101 ] إنما هو لا يتساءلون بالأرحام ، فيقول أحدهم : أسألك بالرحم الذي بيني وبينك لما نفعتني ، أو أسقطت لي حقا لك علي ، أو وهبت لي حسنة . وهذا بين ؛ لأن قبله " فلا أنساب بينهم " [ المؤمنون : 101 ] . أي ليس ينتفعون بالأنساب التي بينهم ، كما جاء في الحديث : ( إن الرجل ليسر بأن يصبح له على أبيه أو على ابنه حق فيأخذه منه لأنها الحسنات والسيئات ) ، وفي حديث آخر : ( رحم الله امرأ كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فأتاه فاستحله قبل أن يطالبه به فيأخذ من حسناته فإن لم تكن له حسنات زيد عليه من سيئات المطالب ) . و " يتساءلون " ها هنا إنما هو أن يسأل بعضهم بعضا ويوبخه في أنه أضله أو فتح بابا من المعصية .