سويته : أتممته وعدّلته وأتممت خلقته .
ونفخت فيه من روحي : ومنحته الحياة ببث الروح فيه ، والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه .
فقعوا له : فخروا له ، أو اسقطوا له .
ساجدين : سجود تحية لا سجود عبادة .
72- { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } .
فإذا أتممت خلقه وسويته وعدّلته ، فخروا له ساجدين ، سجود تحية لا سجود عبادة ، وقد كرّم الله الإنسان بهذه الروح فهي نفخة تكريم ، أكرم الله بها الإنسان ، وبذلك صار أهلا لمناجاة الله ، وعبادته والتبتّل إليه ، وذكره وشكره ، وكلما سما بهذه الروح زاد صفاء ونقاء ، وطهرا وبركة وتوفيقا ، وفي الحديث القدسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم " يقول الله عز وجل : ما تقرب عبدي إليّ بشيء أحب إليّ من أداء ما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته ، كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها ، ولئن دعاني لأجيبنه ، ولئن سألني لأعطينه " {[580]} . ( رواه البخاري ) .
{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أي : سويت جسمه وتم ، { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } فوطَّن الملائكة الكرام أنفسهم على ذلك ، حين يتم خلقه ونفخ الروح فيه ، امتثالا لربهم ، وإكراما لآدم عليه السلام ، فلما تم خلقه في بدنه وروحه ، وامتحن اللّه آدم والملائكة في العلم ، وظهر فضله عليهم ، أمرهم اللّه بالسجود .
لما أخبرهم سبحانه بما يريد أن يفعل ، سبب عنه قوله : { فإذا سويته } أي هيأته بإتمام خلقه لما يراد منه من قبول الروح وما يترتب عليه { ونفخت فيه من روحي } فصار حساساً متنفساً ، شبه سبحانه إفاضته الروح بما يتأثر عن نفخ الإنسان من لهب النيران ، وغير ذلك من التحريك والإسكان ، والزيادة والنقصان ، وأضافه سبحانه إليه تشريفاً له ، { فقعوا له } أي خاصة { ساجدين * } أي اسجدوا له للتكرمة امتثالاً لأمري سجوداً هو بغاية ما يكون من الطواعية والاختيار والمحبة لتكونوا كأنكم وقعتم بغير اختيار ، ففعلوا ما أمرهم به سبحانه من غير توقف ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.