تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ} (72)

قوله تعالى : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي } : إضافة الروح إلى نفسه كإضافة خلق من خلائقه إليه ، إذ الروح خلق من خلائقه كسائر الخلائق .

وقوله تعالى : { فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } لولا صرف أهل التأويل سجود الملائكة لآدم إلى حقيقة السجود ، لكنا نصرف الأمر به إلى الخضوع له والاستسلام كما أحوج الملائكة إلى معرفة هذه الأسماء إلى آدم ، وبه عرفوها حين قال عز وجل : { قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } [ البقرة : 33 ] . لكن صرف أهل التأويل سجود الملائكة إلى حقيقة السجود له جائز لأنهم ممتحنون بالأمر والنهي ، وقد بينا ذلك في ما تقدم .