اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ} (72)

قوله : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أتممت خلقه { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } فأضاف الروح إلى نفسه وذلك يدل على أنه جوهر شريف علويّ قدسي ، والفاء في قوله : { فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } يدل على أنه كما تم نفخ الروح في الجَسَد توجه أمر الله عليهم بالسجود . وقد تقدم الكلام في الملائكة المأمورين بالسجود وهل هم ملائكة الأرض أو يدخل فيه ملائكة السموات مثل جبريل وميكائيل والروح الأعظم المذكور في قوله : { يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً } [ النبأ : 38 ] . وقال بعض الصوفية : الملائكة الذين أمروا بالسجود لآدم هم القوى النَّباتيّة والحيوانية والحسيّة والحركيّة فإنها في بدن الإنسان خوادم النفس الناطقة ، وإبليس الذي لم يسجد هو القوى الوهمية التي هي المنازعة لجوهر العقل .