تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

13- أن كان ذا مال وبنين .

لقد أعطاه الله المال والبنين ومنّ عليه بالنعم ، وكانت تستحق منه شكر النعمة ، وتصديق رسالة الرسول ، لكنّه قابل نعمة الله بالتكذيب والاختلاق .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

{ أن كان } لأن كان { ذا مال وبنين } يكذب بالقرآن ، وهو قوله : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } والمعنى أيجعل مجازاة نعمة الله عليه بالمال والبنين الكفر بآياتنا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

قوله تعالى : " أن كان ذا مال وبنين " قرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو حيوة والمغيرة والأعرج " آن كان " بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام . وقرأ المفضل وأبو بكر وحمزة " أأن كان " بهمزتين محققتين . وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر ، فمن قرأ بهمزة مطولة أو بهمزتين محققتين فهو استفهام ، والمراد به التوبيخ ، ويحسن له أن يقف على " زنيم " ، ويبتدئ " أن كان " على معنى أَلأَِن كان ذا مال وبنين تطيعه . ويجوز أن يكون التقدير : ألأن كان ذا مال وبنين يقول إذا تتلى عليه آياتنا : أساطير الأولين . ويجوز أن يكون التقدير : ألأن كان ذا مال وبنين يكفر ويستكبر . ودل عليه ما تقدم من الكلام فصار كالمذكور بعد الاستفهام . ومن قرأ " أن كان " بغير استفهام فهو مفعول من أجله ، والعامل فيه فعل مضمر ، والتقدير : يكفر لأن كان ذا مال وبنين . ودل على هذا الفعل : " إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين " ولا يعمل في " أن " : " تتلى " ولا " قال " لأن ما بعد " إذا " لا يعمل فيما قبلها ؛ لأن " إذا " تضاف إلى الجمل التي بعدها ، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف . و " قال " جواب الجزاء ، ولا يعمل فيما قبل الجزاء ، إذا حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه ، وحكم الجواب أن يكون بعد الشرط فيصير مقدما مؤخرا في حال . ويجوز أن يكون المعنى لا تطعه لأن كان ذا يسار وعدد . قال ابن الأنباري : ومن قرأ بلا استفهام لم يحسن أن يقف على " زنيم " لأن المعنى لأن كان ، وبأن كان ، " فأن " متعلقة بما قبلها . قال غيره : يجوز أن يتعلق بقوله : " مشاء بنميم " والتقدير يمشي بنميم لأن كان ذا مال وبنين . وأجاز أبو علي أن يتعلق " بعتل " . وأساطير الأولين : أباطيلهم وترهاتهم وخرافاتهم{[15241]} . وقد تقدم{[15242]} .


[15241]:في الأصول: "وخرار يقهم" بالقاف.
[15242]:راجع جـ 6 ص 405.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ} (14)

ولما كان حطام هذه الدنيا كله عرضاً فانياً وظلاً متقلصاً زائلاً ، لا يفتخر{[67493]} به بل ولا يلتفت إليه إلا من كان بهذه الأوصاف ، فإذا كان أكبر همه ومبلغ{[67494]} علمه أثمر{[67495]} له{[67496]} الترفع {[67497]}على الحقوق{[67498]} والتكبر على العباد قال{[67499]} : { أن } أي لأجل أن { كان } هذا الموصوف { ذا مال } أي مذكور بالكثرة { وبنين * } أنعمنا عليه بهما فصار يطاع لأجلهما ، فكان بحيث يجب عليه شكرنا بسببهما


[67493]:- من ظ وم، وفي الأصل: لا يلتفت.
[67494]:- من ظ وم، وفي الأصل: أبلغ.
[67495]:- في الأصل بياض ملأناه من ظ وم.
[67496]:- زيد في الأصل: على، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67497]:- من ظ وم، وفي الأصل: الحقوق.
[67498]:- من ظ وم، وفي الأصل: الحقوق.
[67499]:- من ظ وم، وفي الأصل: فقال.