150- { أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون } .
إضراب وانتقال من التبكيت بالسؤال الأول ، إلى التبكيت بهذا .
أي : بل أخلقنا الملائكة إناثا ، وهم شاهدون لخلقهم ؟ فإن هذه الأمور الغيبية لا تعلم إلا بالمشاهدة ، وهو هنا يناقشهم بمقتضى قولهم وأفكارهم البعيدة عن الحق والواقع ، حيث ارتكبوا ثلاثة أنواع من الكفر :
أحدها : التجسيم لأن الولادة مختصة بالأجسام .
الثاني : تفضيل أنفسهم على ربّهم ، حيث جعلوا أقل الجنسين في نظرهم له ، وأرفعها لهم .
قال تعالى : { وإذا بشر أحدكم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم * أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين } . [ الزخرف : 17 ، 18 ] .
الثالث : أنهم استهانوا بالملائكة ، وهم عباد مكرمون ، حيث حكموا عليهم بالأنوثة ، ولو قيل لأحدهم : فيك أنوثة ، غضب وثار لكرامته ، وليس لقائله ثوب النمر .
قال تعالى : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون } . [ الزخرف : 19 ] .
والمقصود أنهم لم يشهدوا خلق الملائكة حتى يكون قولهم هذا عن بينة ويقين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.