فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ خَلَقۡنَا ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ إِنَٰثٗا وَهُمۡ شَٰهِدُونَ} (150)

ثم زاد في توبيخهم وتقريعهم فقال : { أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ } : فأضرب عن الكلام الأول إلى ما هو أشد منه في التبكيت والتهكم بهم ، أي كيف جعلوهم إناثا وهم لم يحضروا عند خلقنا لهم ، وهذا كقوله : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ؟ } فبين سبحانه أن مثل ذلك لا يعلم إلا بالمشاهدة ، ولم يشهدوا ولا دل دليل على قولهم من السمع ، ولا هو مما يدرك بالعقل حتى ينسبوا إدراكه إلى عقولهم