فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمۡ خَلَقۡنَا ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ إِنَٰثٗا وَهُمۡ شَٰهِدُونَ} (150)

{ شاهدون } : حاضرون .

{ أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون } تقريع وتجهيل للأفاكين المفترين ، ِوانتقال من التبكيت بالاستفتاء السابق إلى التبكيت بهذا ، أي : بل أخلقنا الملائكة الذين هم من أشرف الخلق وأقواهم وأعظمهم تقدسا عن النقائص الطبيعية إناثا ؟ والأنوثة من أخس صفات الحيوان ] ؟ ! والمفترون كانوا يتوارون من عشيرتهم إذا بشر واحد منهم بميلاد أنثى كما قال جل ثناؤه : { وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم . أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين . وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون } فهل كانوا شهودا حاضرين حين خلقنا الملائكة استهزاء بهم وتجهيل لهم . . فإن أمثال هذه الأمور لا تعلم إلا بالمشاهدة ، إذ لا سبيل إلى معرفتها بطريقة العقل ، وانتفاء النقل مما لا ريب فيه ، فلم يبقى إلا أن يكون القائل بأنوثتهم كان حاضرا عند خلقهم .