ملتحدا : ملجأ يركن إليه ، قال الشاعر :
يا لهف نفسي ونفسي غير مجدية *** عنّي وما من قضاء ملتحدا
بلاغا من الله : تبليغا لرسالاته ، أي : لا أملك لكم إلا البلاغ ، أي : تبليغ الرسالات .
22 ، 23- قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا* إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا .
قل يا محمد : إنني رسول الله ، أبلّغ رسالته ، ولا أتأخّر عما أمرني به ربي ، ولا يملك أحد أن يجيرني من عذاب الله ، ولا تملكون أنتم ذلك ، بل ولا تملك الدنيا كلها أن تحميني من عذاب الله إن أرادني بسوء ، فلا رادّ لما يريده ، ولن أجد من دون الله ملجأ أو مهربا أو ملتحدا أركن إليه ، فما من قضاء الله مهرب ، وليس من أمر الله مفرّ .
وفي هذا المعنى يقول الله عز وجل : وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال . ( الرعد : 11 ) .
إلا بلاغا من الله ورسالاته . . .
إن المخلص والنجاة لي من عذاب الله لا يكمن إلا في أن أبلّغ رسالة ربي إليكم ، فليس عليّ إلا البلاغ ، وأنا لا أملك هدايتكم ، فالله وحده هو الذي يملك ذلك ، فأنا متجرد لتبليغ الرسالة ، ولا يحميني من عذاب الله إلا تبليغ ما أرسلت به إليكم ، وحمل الرسالة والقرآن إلى مسامعكم .
كما قال تعالى : يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته . . . ( المائدة : 67 ) .
قال ابن كثير : أي لا يجيرني منه ويخلّصني إلا إبلاغي الرسالة التي أوجب الله عليّ أداءها .
ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا .
أي : أنا أبلغكم رسالة الله ودعوته إلى التوحيد ، والإيمان بالله ربّا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، ومن يعص الله ورسوله فجزاؤه نار جهنم خالدين فيها ، أي ماكثين فيها أبدا على الدوام ، ولا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها ، فقد كانوا عازمين على الشرك بالله أبدا مدة حياتهم ، فعاقبهم الله بالخلود في النار أبدا مدة آخرتهم .
وقوله : أبدا . دليل على أن العصيان هنا هو الشرك ، وإنما جمع خالدين . حملا على معنى من . لأن لفظها مفرد ومعناها جمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.