النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا} (22)

{ قل إني لن يُجيرَني مِنَ اللَّهِ أَحدٌ } روى أبو الجوزاء عن ابن مسعود قال : انطلقتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط خطاً ثم تقدم عليهم فازدحموا عليه ، فقال سيد لهم يقال له وردان : أنا أزجلهم{[3110]} عنك ، فقال :

" إني لن يجيرني من اللَّه أحد "

ويحتمل وجهين :

أحدهما : لن يجيرني مع إجارة اللَّه لي أحد .

الثاني : لن يجيرني مما قدره الله علي أحد .

{ ولن أجدَ مِن دُونهِ مَلْتَحداً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني ملجأ ولا حرزاً ، قاله قتادة .

الثاني : ولياً ولا مولى ، رواه أبو سعيد .

الثالث : مذهباً ولا مسلكاً ، حكاه ابن شَجرة ، ومنه قول الشاعر :

يا لهفَ نفْسي ولهفي غيرُ مُجْديةٍ *** عني وما مِن قضاءِ اللَّهِ مُلْتَحَدُ .


[3110]:أزجلهم: أي أدفعهم وأبعدهم.