{ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله } أي بألا تعبدوا على أنّ أنْ مصدريةٌ والباءُ متعلقةٌ بأرسلنا ولا ناهية أي أرسلناه ملتبساً بنهيهم عن الشرك إلا أنه وُسّط بينهما بيانُ بعضِ أوصافِه وأحوالِه عليه الصلاة والسلام وهو كونه نذيراً مبيناً ليكون أدخلَ في القَبول ولم يُفعلْ ذلك في صدر السورة لئلا يُفرَّقَ بين الكتاب ومضمونِه بما ليس من أوصافه وأحوالِه ، أو مفسرةٌ متعلقةٌ به أو بنذير أو مفعولٌ لمبين وعلى قراءة الفتح بدلٌ من أني لكم نذيرٌ مبينٌ وتعيينٌ لما يوجب وقوعَ المحذورِ وتبيينٌ لوجه الخلاصِ وهو عبادةُ الله تعالى وقوله تعالى : { إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ } تعليلٌ لموجب النهي وتصريحٌ بالمحذور وتحقيقٌ للإنذار ، والمرادُ به يومُ القيامةِ أو يومُ الطوفان ، ووصفُه بالأليم على الإسناد المجازي للمبالغةِ ، كما في : نهارُه صائمٌ ، وهذه المقالةُ وما في معناها مما قاله عليه الصلاة والسلام في أثناء الدعوةِ على ما عُزِي إليه في سائر السور لما لم تصدر عنه عليه الصلاة والسلام مرةً واحدة بل كان يكرّرها عليهم في تلك المدةِ المتطاولةِ على ما نظق به قولُه تعالى : { رَبّ إني دَعَوْتُ قومي لَيْلاً وَنَهَاراً } [ نوح 5 ] الآيات . . . عطفٌ على فعل الإرسالِ المقارِن لها أو القولِ المقدّرِ بعده جوابُهم المتعرِّضُ لأحوال المؤمنين الذين اتبعوه عليه الصلاة والسلام بعد اللتيا والتي بالفاء التعقيبيةِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.