{ أولئك } مع ما وُصف من أحوالهم الموجيةِ للتدمير { لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ } الله تعالى مُفْلِتين بأنفسهم من أخذه لو أراد ذلك { في الأرض } مع سَعتها وإن هربوا منها كل مَهْرب .
{ وَمَا كَانَ لَهُمْ من دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاء } ينصُرونهم من بأسه ولكن أُخِّر ذلك لحكمة تقتضيه ، والجمعُ إما باعتبار أفراد الكفَرة كأنه قيل : وما كان لأحد منهم من وليَ أو باعتبار تعدّدِ ما كانوا يدعون من دونه الله تعالى فيكون ذلك بياناً لحال آلهتِهم من سقوطها عن رتبة الولاية { يُضَاعَفُ لَهُمُ العذاب } استئنافٌ يتضمن حكمةَ تأخيرِ المؤاخذة وقرأ ابنُ كثير ، وابنُ عامرٍ ، ويعقوبُ بالتشديد { مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السمع } لفَرْط تصامِّهم عن الحق وبُغضِهم له كأنهم لا يقدرون على السمع ، ولما كان قبحُ حالِهم في عدم إذعانِهم للقرآن الذي طريقُ تلقّيه السمعُ أشدَّ منه في عدم قَبولِهم لسائر الآياتِ المنوطةِ بالإبصار ، بالغَ في نفي الأولِ عنهم حيث نفى عنهم الاستطاعةَ واكتفى في الثاني بنفي الإبصارِ فقال تعالى : { وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } لتعاميهم عن آيات الله المبسوطةِ في الأنفس والآفاقِ وهو استئنافٌ وقع تعليلاً لمضاعفة العذابِ وقيل : هو بيانٌ لما نُفي من ولاية الآلهةِ فإن ما لا يسمع ولا يُبصر بمعزل من الولاية ، وقوله تعالى : { يُضَاعَفُ لَهُمُ العذاب } [ هود ، الآية 20 ] اعتراضٌ وسِّط بينهما نعياً عليهم من أول الأمرِ سوءَ العاقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.