إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ لَمَسَّكُمۡ فِي مَآ أَفَضۡتُمۡ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (14)

{ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ } خطابٌ للسَّامعينَ والمسمِّعينَ جميعاً { وَرَحْمَتُهُ في الدنيا } من فنون النِّعمِ التي من جُملتها الإمهالُ للتَّوبة { والآخرة } من ضروب الآلاءِ التي من جُملتها العفوُ والمغفرةُ بعد التَّوبةِ { لَمَسَّكُمْ } عاجلاً { فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ } بسبب ما خضتُم فيه من حديث الإفكِ ، والإبهامُ لتهويل أمرِه والاستهجانِ بذكرِه . يقالُ أفاضَ في الحديثِ وخاضَ واندفعَ وهضبَ بمعنى { عَذَابٌ عظِيمٌ } يُستحقر دونَه التَّوبيخُ والجلدُ .