فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ} (53)

ثم ذكر ما يدل على الاستبعاد للبعث عنده وفي زعمه فقال : { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ؟ } أي لمجزيون بأعمالها ومحاسبون بها بعد أن صرنا ترابا وعظاما ، وقيل : معنى مدينون مسوسون يقال : دانه إذا ساسه ، وقد اختلف القراء في هذه الاستفهامات الثلاثة فقرأ نافع الأولى والثانية بالاستفهام بهمزة والثالثة بكسر الألف من غير الاستفهام ووافقه الكسائي إلا أنه يستفهم الثالثة بهمزتين ، وابن عامر الأولى والثالثة بهمزتين ، والثانية بكسر الألف من غير استفهام والباقون بالاستفهام في جميعها ثم اختلفوا ، فابن كثير يستفهم بهمزة واحدة غير مطولة وبعده ساكنة خفيفة ، وأبو عمرو مطولة وعاصم وحمزة بهمزتين .