إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (174)

{ وكذلك } إشارةٌ إلى مصدر الفعل المذكور بعده ، وما فيه من معنى البُعد للإيذان بعلو شأنِ المشار إليه وبُعد منزلتِه ، والكافُ مقحمةٌ مؤكدةٌ لما أفاده اسمُ الإشارةِ من الفخامة ، والتقديمُ على الفعل لإفادة القصْر ومحلُّه النصبُ على المصدرية أي ذلك التفصيلَ البليغَ المستتبِعَ للمنافع الجليلة { نُفَصّلُ الآيات } المذكورةَ لا غيرَ [ ذلك ] { وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } وليرجعوا عما هم عليه من الإصرار على الباطل وتقليدِ الآباء نفعل التفصيلَ المذكورَ . قالوا : وإن ابتدائيتان ، ويجوز أن تكون الثانيةُ عاطفةً على مقدر مترتبٍ على التفصيل أي وكذلك نفصل الآيات ليقفوا على ما فيها من المرغّبات والزواجر وليرجعوا الخ .