{ واتل عَلَيْهِمْ } عطفٌ على المضمر العاملِ في إذ أخذ واردٌ على نمطه في الإنباء عن الحَوْر بعد الكَوْر{[308]} والضلالةِ بعد الهدى أي واتل على اليهود { نَبَأَ الذي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا } أي خبَره الذي له شأنٌ وخطر ، وهو أحدُ علماءِ بني إسرائيلَ . وقيل : هو بلعمُ بنُ باعوراءَ أو بلعامُ بنُ باعر من الكنعانيين أوتي علمَ بعضِ كتبِ الله تعالى ، وقيل هو أُميةُ بنُ أبي الصَّلْت وكان قد قرأ الكتبَ وعلم أن الله تعالى مرسِلٌ في ذلك الزمان رسولاً ، ورجا أن يكون هو الرسولَ فلما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم حسَده وكفر به ، والأولُ هو الأنسبُ بمقام توبيخ اليهود بهَناتهم { فانسلخ مِنْهَا } أي من تلك الآيات انسلاخَ الجِلد من الشاة ولم يُخطِرْها بباله أصلاً أو أُخرج منها بالكلية بأن كفر بها ونبذها رواء ظهرِه ، وأياً ما كان فالتعبيرُ عنه بالانسلاخ المنبيء عن اتصال المحيطِ بالمُحاط خلقةً وعن عدم الملاقاة بينهما أبداً للإيذان بكمال مباينتِه للآيات بعد أن كان بينهما كمالُ الاتصال { فَأَتْبَعَهُ الشيطان } أي تبعه حتى لحِقه وأدركه فصار قريناً له وهو المعنى على قراءة فاتّبعه من الافتعال ، وفيه تلويحٌ بأنه أشدُّ من الشيطان غَوايةً أو أتبعه خُطُواتِه { فَكَانَ مِنَ الغاوين } فصار من زمرة الضالين الراسخين في الغَواية بعد أن كان من المتهدين ، وروي أن قومه طلبوا إليه أن يدعوَ على موسى عليه السلام فقال : كيف أدعوا على مَنْ معه الملائكة ؟ فلم يزالوا به حتى فعل ، فبقُوا في التيه ، ويرده أن التيهَ كان لموسى عليه السلام رَوْحاً وراحة ، وإنما عُذب به بنو إسرائيل وقد كان ذلك بدعائه عليه السلام عليهم كما مر في سورة المائدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.