إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞وَإِذۡ نَتَقۡنَا ٱلۡجَبَلَ فَوۡقَهُمۡ كَأَنَّهُۥ ظُلَّةٞ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُۥ وَاقِعُۢ بِهِمۡ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (171)

{ وَإِذ نَتَقْنَا الجبل فَوْقَهُمْ } أي قلعناه من مكانه ورفعناه عليهم { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } أي سقيفةٌ وهي كلُّ ما أظلك { وَظَنُّواْ } أي تيقنوا { أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } ساقطٌ عليهم لأن الجبلَ لا يثبُت في الجو لأنهم كانوا يُوعَدون به ، وإطلاقُ الظنِّ في الحكاية لعدم وقوعِ متعلَّقِه وذلك أنهم أبَوْا أن يقبلوا أحكامَ التوراة لثقلها فرفع الله تعالى عليهم الطورَ وقيل لهم : إن قبِلتم ما فيها وإلا ليقعَنَّ عليكم { خُذُواْ مَا آتيناكم } أي وقلنا أو قائلين : خذوا ما آتيناكم من الكتاب { بِقُوَّةٍ } بجد وعزيمة على تحمل مشاقِّه وهو حالٌ من الواو { واذكروا مَا فِيهِ } بالعمل ولا تتركوه كالمنسيِّ { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } بذلك قبائحَ الأعمالِ ورذائلَ الأخلاق أو راجين أن تنتظموا في سلك المتقين .