جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{فَذَاقَتۡ وَبَالَ أَمۡرِهَا وَكَانَ عَٰقِبَةُ أَمۡرِهَا خُسۡرًا} (9)

وقوله : فَذَاقَتْ وَبالَ أمْرِها يقول : فذاقت هذه القرية التي عتت عن أمر ربها ورسله ، عاقبة ما عملت وأتت من معاصي الله والكفر به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، قوله : فَذَاقَتْ وَبالَ أمْرِها قال : عقوبة أمرها .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فَذَاقَتْ وَبالَ أمْرِها قال : ذاقت عاقبة ما عملت من الشرّ . الوبال : العاقبة .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فَذَاقَتْ وَبالَ أمْرِها يقول : عاقبة أمرها .

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : فَذَاقَتْ وَبالَ أمْرِها قال : جزاء أمرها .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فَذَاقَتْ وَبالَ أمْرِها يعني بوبال أمرها : جزاء أمرها الذي قد حلّ .

وقوله : وكانَ عاقِبَةُ أمْرِها خُسْرا يقول تعالى ذكره : وكان الذي أعقب أمرهم ، وذلك كفرهم بالله وعصيانهم إياه خسرا : يعني غَبْنا ، لأنهم باعوا نعيم الاَخرة بخسيس من الدنيا قليل ، وآثروا اتباع أهوائهم على اتباع أمر الله .