التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

{ فَيَوْمَئِذٍ } أى : ففى هذا اليوم لا ينفعه الندم ولا التحسر ، و { لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ والوثاق : الرباط الذى يقيد به الأسير .

أى : ففى هذا اليوم لا يعذِّب كعذاب الله أحد ، ولا يوثِق كوثاقه أحد ، فالضمير فى قوله : { عَذَابَهُ } و { ثَاقَهُ } يعود إلى الله - ولفظ " أحد " فاعل .

وقرأ الكسائى : { لاَّ يُعَذِّبُ } و { لاَ يُوثِقُ } - بفتح الذال المشددة ، وفتح الثاء - على البناء للمفعول ، والضمير فى قوله { عذابه } و { وثاقه } يعود للكافر .

أى : فيومئذ لا يعذب أحد مثل عذاب ذلك الإِنسان الكافر المتحسر ، ولا يوثق أحد مثل وثاقه ، ولفظ " أحد " هنا نائب فاعل .

وشبيه بهاتين الآيتين قوله - تعالى - : { قَالَ الله إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ } - أى : المائدة - { فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فإني أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ العالمين }

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

والفاء في قوله : { فيومئذٍ لا يعذب عذابه أحد } رابطة لجملة { لا يعذب } الخ بجملة { دكت الأرض } لما في { إذا } من معنى الشرط .

والعذاب : اسم مصدر عذّب .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٞ} (25)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

أي لا يعذب كعذاب الله { أحد } يعني ليس أعظم من الله تعالى سلطانه على قدر عظمته ، وعذابه مثل سلطانه ،...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذّبُ عَذَابَهُ أحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أحَدٌ":.. فيومئذٍ لا يعذّب بعذاب الله أحد في الدنيا ، ولا يوثق كوثاقه يومئذٍ أحد في الدنيا ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد } { ولا يوثق وثاقه أحد } قرئت [ هاتان الآيتان ] على نصب الذال والثاء وعلى خفضهما. فمن قرأهما على الخفض فهو يحتمل وجهين :

أحدهما : أن العذاب في الدنيا ، وإن اشتد من الملوك على الإنسان ، فهو لا يبلغ عذاب الله تعالى لأعدائه في الآخرة ، وإن خف .

الثاني : { لا يعذب عذابه أحد } أي لا ينبغي لأحد في الدنيا أن يعذب أحدا بعذاب الله تعالى ، وهو النار كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ( لا تعذبوا أحدا بعذاب الله ) ) ( البخاري 3017 ) ... فإن كان على النصب فهو يحتمل وجهين أيضا :

أحدهما : أن يكون التأويل منصرفا إلى صنف من الكفرة ، وهم الذين بلغوا في الكفر أعلى مرتبة ، فلا يعذب من دونهم بعذابهم .

والثاني : لا يعذب أحد مكان أحد كما يفعله ملوك الدنيا في أنهم يعذبون الوالد مكان الولد ، ويعذبون متصلي الذين استوجبوا العذاب .

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يصور مصيره بعد الحسرة الفاجعة والتمنيات الضائعة : " فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ، ولا يوثق وثاقه أحد " . . إنه الله القهار الجبار . الذي يعذب يومئذ عذابه الفذ الذي لا يملك مثله أحد . ...