التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ} (2)

ومعنى " سجا " : سكن . يقال : سجا الليل يسجو سجوا ، إذا سكن وهدأ وأسدل ظلامه على الكون . ويقال : تسجَّى فلان بملابسه ، إذا غطى بها جميع جسده ، ومنه قولهم : سُجِّى الميت تسجية ، إذا غطى بكفنه . .

قال صاحب الكشاف : قوله : { سجى } أى : سكن وركد ظلامه . وقيل : ليلة ساجية . أى : ساكنة الريح : وقيل معناه : سكون الناس والأصوات فيه . وسجا البحر : سكنت أمواجه . وطرف ساج ، أى : ساكن فاتر . .

أى : وحق الضحى وهو الوقت الذى ترتفع فيه الشمس ، ويتم إشراقها ، ويأخذا الناس فى النشاط والحركة . . وحق الليل إذا سكن وهجع فيه الناس بعد عناء العمل .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ} (2)

و { سجى } معناه سكن ، واستقر ليلاً تاماً ، وقال بعض المفسرين { سجى } معناه أقبل ، وقال آخرون : معناه أدبر والأول أصح ، ومنه قول الشاعر : [ الحارثي ] : [ الراجز ]

يا حبذا القمراء والليل الساج . . . وطرق مثل ملاء النساج{[11867]}

ويقال بحر ساج أي ساكن ومنه قول الأعشى : [ الطويل ]

وما ذنبنا إن جاش بحر ابن عمكم . . . وبحرك ساج لا يواري الدعامصا{[11868]}

وطرف ساج إذا كان ساكناً غير مضطرب النظر


[11867]:هذان بيتان من الرجز ذكرهما صاحب اللسان قائل: "وأنشد الزجاج للحارثي..."، وهما في الطبري، والقرطبي، والبحر المحيط، والكامل، والليلة القمراء: المقمرة المضيئة، والساج: الساكن الهادىء، والملاء –بالضم والمد-: جمع ملاءة، وهي الإزار والملحفة، يقول: ما أجمل القمر في هذا الليلي الساكن، وعلى هذه الطرق الملساء التي لا حجارة فيها ولا حصباء.
[11868]:البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة، وهو في اللسان والطبري، والقرطبي، والبحر المحيط، ويروى: "فما" بدلا من "وما"، ويروى "أتوعدني" في موضع "فما ذنبنا" أيضا، والدعامص: جمع دعموص، وهي دودة سوداء تعيش في المياه الضحلة، والأعشى يهجو علقمة ابن علاثة ويقول له: أتهددني وتوعدني؟ وما ذنبي أنا إذا كان شرف ابن عمك كالبحر الثائر الفائر، وكان شرفك أنت ضعيفا هزيلا كالماء الساكن الواقف الذي لا يواري ما فيه من الديدان الحقيرة؟ والشاهد أن "ساج" بمعنى "ساكن".