تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ} (2)

الآيتان 1و2 : قوله تعالى : { والضحى } { والليل إذا سجى } قال بعضهم : الضحى ضوء النهار كقوله تعالى : { وضحاها } ( الشمس : 1 ) أي وضوئها . وقال بعضهم : هو ساعة من النهار ، وهي من أول النهار . ويقال : صلاة الضحى ، وهي عند ضحوة النهار . ومنهم من يقول : هو كناية عن الحر كقوله : { إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى } إلى قوله : { ولا تضحى } ( طه : 118 و 119 ) أي لا يصيبك الحر ، والله أعلم . ومنهم من يقول : هو كناية عن النهار كله ، أقسم به وبالليل الذي ذكر .

فإن كان المراد من { والضحى } هو ضوء النهار ومن { والليل إذا سجى } ظلمته ، فيخرج القسم به على أن ظلمة الليل تستر الخلائق كلهم في طرفة عين ، وكذلك ضوء النهار يكشف الستر ، ويجلي بطرفة عين جميع الخلائق من غير أن يعلم أحد ثقل ذلك الستر أو خفة ذلك الضوء . فأقسم بذلك لعظيم ما فيها من آلائه .

وإن كان المراد منه نفس الليل والنهار ، فالقسم بهما لما جعل الله فيهما من المنافع الكثيرة .

وقوله تعالى : { إذا سجى } اختلف فيه : قال بعضهم : إذا استوى . وقال بعضهم : إذا سكن ، وركد . وقال بعضهم : { إذا سجى } إذا غشي ، وأظلم ، وغطى كل شيء ، وستر ، وهو من التسجية والتستر ، يقال : تسجى قبر المرأة إذا تستر ، وتغطى .