الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ} (2)

قوله : { سَجَى } : قيل : معناه سَكَن ، ومنه : سجا البحر يَسْجُو سَجْواً ، أي : سَكَنَتْ أمواجُه ، وطَرْفٌ ساجٍ ، أي : فاتر ، ومنه اسْتُعِير تَسْجِيَةُ الميتِ ، أي : تَغْطِيَتُه بالثوبِ ، قاله الراغب وقال الأعشى :

وما ذَنْبُنا إنْ جاش بَحْرُ ابنِ عَمِّكُمْ *** وبَحْرُكَ ساجٍ لا يُوارِي الدَّعامِصا

وقيل : سجا ، أي : أَدْبَرَ وقيل بعكسِه . وقال الفراء : " أظلم " . وقال ابن الأعرابي : " اشتدَّ ظلامُه " وقال الشاعر :

يا حَبَّذا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ *** وطُرُقٌ مِثْلُ مُلاءِ النِّسَّاجْ

وهو من ذواتِ الواوِ ، وإنما أُميل لموافقةِ رؤوسِ الآيِ ، كالضُّحى فإنه من ذواتِ الواوِ ايضاً .