فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ} (2)

والمراد بقوله : { والليل إِذَا سجى } ليلة المعراج ، وقيل المراد بالضحى هو الساعة التي خرّ فيها السحرة سجداً ، كما في قوله : { وَأَن يُحْشَرَ الناس ضُحًى } [ طه : 59 ] . وقيل المقسم به مضاف مقدّر كما تقدّم في نظائره : أي وربّ الضحى ، وقيل تقديره : وضحاوة الضحى ، ولا وجه لهذا ، فللّه سبحانه أن يقسم بما شاء من خلقه . وقيل : الضحى نور الجنة ، والليل ظلمة النار ، وقيل : الضحى نور قلوب العارفين ، والليل سواد قلوب الكافرين . { والليل إِذَا سجى } أي سكن ، كذا قال قتادة ومجاهد وابن زيد وعكرمة وغيرهم يقال : ليلة ساجية : أي ساكنة ، ويقال للعين إذا سكن طرفها ساجية ، يقال سجا الشيء يسجو سجواً : إذا سكن . قال عطاء : سجا إذا غطي بالظلمة . وروى ثعلب عن ابن الأعرابي : سجا امتدّ ظلامه . وقال الأصمعي : سجو الليل تغطيته النهار ، مثل ما يسجى الرجل بالثوب . وقال الحسن : غشىَّ بظلامه . وقال سعيد بن جبير : أقبل . وقال مجاهد : أيضاً استوى ، والأوّل أولى ، وعليه جمهور المفسرين وأهل اللغة . ومعنى سكونه : استقرار ظلامه واستواؤه ، فلا يزاد بعد ذلك .

/خ11