التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

قوله - تعالى - : { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } حال من قوله : { مَا تَدَّعُونَ } ، وأصل النزل : ما يقدم للضيف عند نزوله على المضيف من مأكل طيب ، ومشرب حسن ، ومكان فيه راحته .

أى : لكم فى الدار الآخرة جميع ما تطلبونه وما تدعونه ، حال كون هذا المعطى لكم رزقا وضيافة مهيأة لكم من ربكم الواسع المغفرة والرحمة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

{ نزلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } أي : ضيافة وعطاء وإنعاما من غفور لذنوبكم ، رحيم بكم رءوف ، حيث غفر ، وستر ، ورحم ، ولطف .

/خ32

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

والنزُل بضم النون وضم الزاي : ما يُهَيَّأ للضيف من القِرى ، وهو مشتق من النزول لأنه كرامة النزيل ، وهو هنا مستعار لما يُعطَوْنَه من الرغائب سواء كانت رزقاً أم غيره . ووجه الشبه سرعة إحضاره كأنه مُهَيَّأٌ من قبللِ أن يشتهوه أو يتمنوه .

و { من غَفُورٍ رحيمٍ } صفة { نُزُلاً } ، و { مِنْ } ابتدائية .

وانتصب { نُزُلاً } على الحال من { مَا تَشتهي أنفُسُكم } . و { مَا تَدَّعُونَ } حال كونه كالنزل المهيّأ للضيف ، أي تعطونه كما يعطى النزل للضيف .

وأوثرت صفتا ( الغفور الرحيم ) هنا للإِشارة إلى أن الله غفر لهم أو لأكثرهم اللممَ وما تابوا منه ، وأنه رحيم بهم لأنهم كانوا يحبونه ويخافونه ويناصرون دينه .