هذا ، وبعد أن انتهى موسى من سماع اعتذار أخيه هارون ، اتجه بغضبه إلى السامرى - رأس الفتنة ومدبرها - فأخذ فى زجره وتوبيخه ، وقد حكى - سبحانه - ذلك فى قوله - تعالى - : { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ ياسامري . . . } .
أى : قال موسى - عليه السلام - للسامرى : { مَا خَطْبُكَ } أى : ما شأنك ، وما الأمر العظيم الذى جعلك تفعل ما فعلت ؟ مصدر خطب يخطب - كقعد يقعد - ومنه قولهم : هذا خطب يسير أو جلل ، وجمعه خطوب . وخصه بعضهم بما له خطر من الأمور ، وأصله : الأمر العظيم الذى يكثر فيه التخاطب والتشاور ، ويخطب الخطيب الناس من أجله .
يقول موسى ، عليه السلام ، للسامري : ما حملك على ما صنعت ؟ وما الذي عرض لك حتى فعلت ما فعلت ؟
قال محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان السامري رجلا من أهل بَاجَرْمَا ، وكان من قوم يعبدون البقر ، وكان حُبُّ عبادة البقر في نفسه ، وكان قد أظهر الإسلام مع بني إسرائيل . وكان اسم السامري : موسى بن ظفر .
وفي رواية عن ابن عباس : [ إنه ]{[19480]} كان من كرمان .
المعنى قال موسى مخاطباً للسامري { فما خطبك يا سامري } ، وقوله { ما خطبك } كما تقول ما شأنك وما أمرك ، لكن لفظة الخطب تقتضي انتهازاً لأن الخطب مستعمل في المكارة فكأنه قال ما نحسك وما شؤمك وما هذا الخطب الذي جاء من قبلك{[8150]} ، و «السامري » قيل هو منسوب إلى قبيلة من بني إسرائيل ، وقيل هو منسوب إلى قرية يقال لها سامرة{[8151]} .
قال أبو محمد رحمه الله :وهي معروفة اليوم ببلاد مصر ، وقيل اسمه موسى بن ظفر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.