البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ فَمَا خَطۡبُكَ يَٰسَٰمِرِيُّ} (95)

ولما اعتذر له أخوه رجع إلى مخاطبة الذي أوقعهم في الضلال وهو السامري وتقدّم الكلام في الخطب في سورة يوسف .

وقال ابن عطية { ما خطبك } كما تقول ما شأنك وما أمرك ، لكن لفظة الخطب تقتضي انتهاراً لأن الخطب مستعمل في المكاره فكأنه قال : ما نحسك وما شؤمك ، وما هذا الخطب الذي جاء من قبلك انتهى .

وهذا ليس كما ذكر ألا ترى إلى قوله قال { فما خطبكم أيها المرسلون } وهو قول إبراهيم لملائكة الله فليس هذا يقتضي انتهاراً ولا شيئاً مما ذكر .

وقال الزمخشري : خطب مصدر خطب الأمر إذا طلبه ، فإذا قيل لمن يفعل شيئاً ما خطبك ، فمعناه ما طلبك له انتهى .

ومنه خطبة النكاح وهو طلبه .

وقيل : هو مشتق من الخطاب كأنه قال له : ما حملك على أن خاطبت بني إسرائيل بما خاطبت وفعلت معهم ما فعلت { قال : بصرت بما لم يبصروا به } .