التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ} (145)

النبذ : الطرح ، والعراء ، الخلاء .

أى : أن يونس - عليه السلام - بعد أن التقمه الحوت أخذ فى الإِكثار من تسبيحنا ومن دعائنا ، فاستجبنا له دعاءه ، وأمرنا الحوت بطرحه فى الفضاء الواسع من الأرض .

وجملة { وَهُوَ سَقِيمٌ } حالية ، أى : ألقيناه بالأرض الفضاء حالة كونه عليلا سقيما ، لشدة ما لحقه من تعب وهو فى بطن الحوت .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ} (145)

{ فَنَبَذْنَاهُ } أي : ألقيناه { بِالْعَرَاءِ } ، قال ابن عباس وغيره : وهي الأرض التي ليس بها نبت ولا بناء . قيل : على جانب دجلة ، وقيل : بأرض اليمن . فالله أعلم .

{ وَهُوَ سَقِيمٌ } : أي : ضعيف البدن . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كهيئة الفرخ ليس عليه ريش ، وقال السدي : كهيئة الصبي حين يولد ، وهو المنفوس . وقاله ابن عباس ، وابن زيد أيضا .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ} (145)

وقوله : { فَنَبَذْناهُ بالعَرَاءِ } : يقول : فقذفناه بالفضاء من الأرض ، حيث لا يواريه شيء من شجر ولا غيره ومنه قول الشاعر :

وَرَفَعْتُ رِجْلاً لا أخافُ عِثارَها *** وَنَبَذْتُ بالبَلَدِ العَرَاءِ ثِيابِي

يعني بالبلد : الفضاء . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : ثني أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { فنَبَذْناهُ بالعَرَاءِ يقول : ألقيناه بالساحل .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : { فَنَبَذْناهُ بالعَرَاءِ } : بأرض ليس فيها شيء ولا نبات .

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : { بالعَراءِ } : قال : بالأرض .

وقوله : { وَهُوَ سَقِيمٌ } : يقول : وهو كالصبيّ المنفوس : لحم نيء ، كما : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : { وَهُوَ سَقِيمٌ } : كهيئة الصبيّ .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن يزيد بن زياد ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس ، قال : خرج به ، يعني الحوت ، حتى لفظه في ساحل البحر ، فطرحه مثل الصبيّ المنفوس ، لم ينقص من خلقه شيء .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : ما لَفَظه الحوت حتى صار مثل الصبيّ المنفوس ، قد نشر اللحم والعظم ، فصار مثل الصبيّ المنفوس ، فألقاه في موضع ، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ} (145)

{ فنبذناه } : بأن حملنا الحوت على لفظه . { بالعراء } : بالمكان الخالي عما يغطيه من شجر أو نبت .

روي أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح حتى انتهوا إلى البر فلفظه ، واختلف في مدة لبثه فقيل بعض يوم وقيل ثلاثة أيام وقيل سبعة ، وقيل عشرون وقيل أربعون .

{ وهو سقيم } : مما ناله ، قيل صار بدنه كبدن الطفل حين يولد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ} (145)

وروي أن الحوت مشى به في البحار كلها حتى قذفه في نصيبين من ناحية الموصل فنبذه الله في عراء من الأرض ، و «العراء » الفيفاء التي لا شجر فيها ولا معلم ومنه قول الشاعر :

رفعت رجلاً لا أخاف عثارها . . . ونبذت بالبلد العراء ثيابي

وقال السدي وابن عباس في تفسير قوله : { وهو سقيم } ، إنه كان كالطفل المنفوس بضعة لحم ، وقال بعضهم كان كاللحم النيء إلا أنه لم ينقص من خلقه شيء .