قوله تعالى : { فنبذناه بالعراء وهو سقيم } ، وأنبتنا عليه شجرة من يقطين روي أن الحوت قذفه بساحل قرية من الموصل . وقال ابن قسيط عن أبي هريرة : طرح يونس بالعراء وأنبت الله عليه يقطينة ، فقلنا : يا أبا هريرة وما اليقطينة ؟ قال : شجرة الدباء ، هيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو هشاش الأرض - فتفشج عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : خرج به - يعني الحوت - حتى لفظه في ساحل البحر ، فطرحه مثل الصبي المنفوس لم ينقص من خلقه شيء .
{ فنبذناه } : طرحناه ، وقيل : تركناه . { بالعراء } : بالصحراء ؛ قال ابن الأعرابي و الأخفش : بالفضاء ، وقال أبو عبيدة : الواسع من الأرض ، وقال الفراء : العراء المكان الخالي ، وقال أبو عبيدة : العراء وجه الأرض ، وأنشد لرجل من خزاعة :
ورفعتُ رِجْلاً لا أخافُ عِثَارَهَا *** ونَبَذْتُ بالبلد العَرَاءِ ثيابي
وحكى الأخفش في قوله : { وهو سقيم } : جمع سقيم : سقمى وسقامى وسقام ، وقال في هذه السورة : { فنبذناه بالعراء } وقال في " ن والقلم " : { لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم } [ القلم : 49 ] والجواب : أن الله عز وجل خبر ها هنا أنه نبذه بالعراء وهو غير مذموم ولولا رحمة الله عز وجل لنبذ بالعراء وهو مذموم ، قاله النحاس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.