فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ} (145)

{ فنبذناه } : طرحناه ، وتركناه .

{ بالعراء } : بالصحراء .

{ فنبذناه بالعراء وهو سقيم } : فلفظه النون وطرحه ، فخرج إلى العراء والخلاء والصحراء ، وقد بلغ منه الجهد مبلغه ، وعن ابن جبير أنه عليه السلام ألقي ولا شعر له ولا جلد . . . ولعل ذلك يستدعي بحكم العادة أن لمدة لبثه في بطن الحوت طولا ما .

وأورد ابن كثير : قال صلى الله عليه وسلم : ( دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت . . لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء إلا استجاب له .

وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى ) قلت : يا رسول الله هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين ؟ قال : ( هي ليونس بن متى خاصة ولجماعة المؤمنين عامة إذا دعوا بها ألم تسمع قول الله عز وجل : { . . فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } فهو شرط من الله لمن دعا به .