اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞فَنَبَذۡنَٰهُ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٞ} (145)

قوله : { فَنَبَذْنَاهُ } : أضاف النبذ إلى نفسه مع أن ذلك النبذ إنما حصل بفعل الحوت وهذا يدل على أن فعل العبد مخلوق لله تعالى . وقوله : { بالعرآء } : أي في العراء نحو : زَيْدٌ بِمَكَّةَ ، والعراء : الأرض الواسعة التي لا نباتَ بها ولا مَعْلَم ، اشتقاقاً من العُري وهو عدم السُّترة وسميت الأرض الجرداء بذلك لعدم استتارها بشيء ، والعَرَى بالقصر : الناحية ومنه اعْتَرَاهُ أي قصد عَرَاهُ . وأما الممدود فهو كما تقدم الأرضُ الفَيْحَاءُ ، قال الشاعر :

وَرَفَعْتُ رِجْلاً لاَ أَخَافْ عِثَارَهَا . . . ونَبَذْتُ بالمَتْنِ العَرَاءِ ثِيَابِي