التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (11)

وقد بين - سبحانه - بعد ذلك أنه لا تأخير فى الأجل متى انتهى لا من قريب ولا من بعيد . . . فقال : { وَلَن يُؤَخِّرَ الله نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ . . . } .

أى : ولن يؤخر الله - تعالى - نفسا من النفوس ، متى انتهى أجلها فى هذه الحياة ، وانقضى عمرها من هذه الدنيا ، كما قال - سبحانه - : { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } وقوله : { والله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } أى : والله - تعالى - مطلع إطلاعا تاما على أعمالكم الظاهرة والباطنة ، وسيجازيكم عليها بما تستحقون من ثواب أو عقاب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (11)

ثم قال تعالى : { وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي : لا ينظر أحدًا بعد حلول أجله ، وهو أعلم وأخبر بمن يكون صادقًا في قوله وسؤاله ممن لو رُدّ لعاد إلى شر مما كان عليه ؛ ولهذا قال : { وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } وقال أبو عيسى الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا أبو جَنَاب الكلبي ، عن الضحاك بن مُزاحم ، عن ابن عباس قال : من كان له مال يبلغه حج بيت ربه ، أو تجب عليه فيه زكاةٌ ، فلم يفعل ، سأل الرجعة عند الموت . فقال رجل : يا ابن عباس ، اتق الله ، فإنما يسأل الرجعة الكفار . فقال سأتلو عليك بذلك قرآنا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ [ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ] وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } {[28913]} قال : فما يوجب الزكاة ؟ قال : إذا بلغ المال مائتين فصاعدا . قال : فما يوجب الحج ؟ قال : الزاد والبعير .

ثم قال : حدثنا عبد بن حُميَد ، حدثنا عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن يحيى بن أبي حَيَّة - وهو أبو جناب الكلبي - عن الضحاك ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه{[28914]}

ثم قال : وقد رواه سفيان بن عيينة وغيره ، عن أبي جَنَاب ، عن ابن الضحاك ، عن ابن عباس ، من قوله . وهو أصح ، وضعَّف أبا جناب الكلبي .

قلت : رواية الضحاك عن ابن عباس فيها انقطاع ، والله أعلم .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن نُفَيل ، حدثنا سليمان بن عطاء ، عن مسلمة الجهني ، عن عمه - يعني أبا مشجعة بن رِبْعِي - عن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، قال : ذكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الزيادة في العمر فقال : " إن الله لا يؤخر نفسًا إذا جاء أجلها ، وإنما الزيادة في العمر أن يرزق الله العبدَ ذُرية صالحة يدعون له ، فيلحقه دعاؤهم في قبره " {[28915]}

آخر تفسير سورة " المنافقون " {[28916]} ولله الحمد والمنة


[28913]:- (2) زيادة من م، وفي هـ :
[28914]:- (3) سنن الترمذي برقم (3316).
[28915]:- (1) ورواه ابن عدى في الكامل (3/285) من طريق الوليد بن عبد الملك عن سليمان بن عطاء به - مجمع على ضعفه.
[28916]:- (2) في أ: "المنافقين".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (11)

وقوله : وَلَنْ يُوءَخّرَ اللّهُ نَفْسا إذَا جاءَ أجَلُها يقول : لن يؤخر الله في أجل أحد فيمدّ له فيه إذا حضر أجله ، ولكنه يخترمه وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ يقول : والله ذو خبرة وعلم بأعمال عبيده هو بجميعها محيط ، لا يخفى عليه شيء ، وهو مجازيهم بها ، المحسنَ بإحسانه ، والمسيىء بإساءته .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (11)

ولن يؤخر الله نفسا ولن يمهلها إذا جاء أجلها آخر عمرها والله خبير بما تعملون فمجاز عليه وقرأ أبو بكر بالياء ليوافق ما قبله في الغيبة .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المنافقين برىء من النفاق .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (11)

وفي قوله تعالى : { ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها } ، حض على المبادرة ومسابقة الأجل بالعمل الصالح ، وقرأ السبعة والجمهور : «تعملون » بالتاء على المخاطبة لجميع الناس ، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر : «بما يعملون » بالياء على تخصيص الكفار بالوعيد .