نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (11)

وزاد في الحث على المبادرة بالطاعات{[65625]} قبل الفوات بقوله مؤكداً لأجل عظيم الرجاء من هذا المحتضر للتأخير عطفاً على ما{[65626]} تقديره : فلا يؤخره الله فيفوته ما أراد : { ولن } ويجوز أن تكون الجملة حالاً أي قال ذلك والحال أنه لن { يؤخر الله } أي الملك الأعظم الذي لا كفوء له فلا اعتراض عليه { نفساً } أي أيّ نفس كانت ، وحقق الأجل بقوله : { إذا جاء أجلها } أي وقت موتها الذي حده الله لها فلا يؤخر الله نفس{[65627]} هذا القائل لأنها من جملة النفوس التي شملها النفي . ولما كان المعنى على طريق النتائج التي لا شك في إرشاد اللفظ إليها{[65628]} : الله عالم{[65629]} فإنه يقول ذلك ، عطف عليه قوله حاثاً على المسارعة إلى الخروج عن عهدة الطاعات والاستعداد لما لا بد منه من اللقاء محذراً من الإخلال ولأنه لا تهديد كالعلم : { والله } أي الذي له الإحاطة الشاملة علماً وقدرة { خبير } أي بالغ الخبرة والعلم ظاهراً وباطناً { بما تعملون * } أي توقعون عمله في الماضي والحال والمآل كله ظاهره وباطنه من هذا الذي أخبرتكم أن المحتضر العاصي يقوله ومن غيره منه ومن غيره{[65630]} أيها الناس - هذا على قراءة الجمهور بالخطاب{[65631]} ، وعلى قراءة أبي بكر عن عاصم بالغيب يمكن أن يراد{[65632]} المنافقون ، ويمكن أن يعم فيكون الضمير للنفس على المعنى ويمكن أن يكون{[65633]} الضمير للناس على الالتفات للإعراض تخويفاً لهم ، ولذلك علم سبحانه كذب المنافقين في أنهم يعتقدون ما شهدوا به في أمر الرسالة وعلم جميع ما قص{[65634]} من أخبارهم

{ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }[ الملك : 14 ] {[65635]}والله أعلم{[65636]} .


[65625]:- من ظ وم، وفي الأصل: في الطاعات.
[65626]:- زيد من ظ وم.
[65627]:- من م، وفي الأصل وظ: نفسا على.
[65628]:- من م، وفي الأصل وظ: لها.
[65629]:- من م، وفي الأصل وظ: اعلم.
[65630]:- زيد من م.
[65631]:- راجع نثر المرجان 7/ 363.
[65632]:- من ظ وم، وفي الأصل: يكون المراد.
[65633]:- زيد من ظ وم.
[65634]:- من ظ وم، وفي الأصل: يقص.
[65635]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[65636]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.