السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (11)

ثم زاد تعالى في الحث على المبادرة بالطاعات قبل الفوات بقوله تعالى مؤكداً لأجل عظم الرجاء من هذا المحتضر بالتأخير عاطفاً على ما ، تقديره : فلا يؤخره الله فيفوته ما أراد : { ولن يؤخر الله } أي : الملك الأعظم الذي لا كفء له فلا اعتراض عليه { نفساً } أيّ نفس كانت ، وحقق الأجل بقوله تعالى : { إذا جاء أجلها } أي : وقت موتها الذي حدّه الله تعالى لها فلا يؤخر الله تعالى نفس هذا القائل ، لأنها من جملة النفوس التي شملها النفي .

وقرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المدّ والقصر ، وقرأ ورش وقنبل بتسهيل الثانية بعد تحقيق الأولى ، ولهما أيضاً إبدالها ألفاً ، والباقون بتحقيقهما { والله } أي : الذي له الإحاطة الشاملة علماً وقدرة { خبير } أي : بالغ الخبرة والعلم ظاهراً وباطناً { بما تعملون } أي : توقعون عمله في الماضي والحال والمآل كله باطنه وظاهره .

وقرأ شعبة بالياء التحتية على الغيبة على الخبر عمن مات ، وقال هذه المقالة ، والباقون بالفوقية على الخطاب .

ختام السورة:

وما قاله البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة المنافقين بريء من النفاق » حديث موضوع .