ثم بين - سبحانه - أنه قد ترك من وراء هلاكهم ما يدعو غيرهم إلى الاعتبار بهم فقال : { وَتَرَكْنَا فِيهَآ } أى : فى قرية قوم لوط التى جعل الملائكة عاليها سافلها { آيَةً } أى : علامة تدل على ما أصابهم من هلاك ، قيل : هى تلك الأحجار التى أهلكوا بها .
وهذه الآية إنما هى { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ العذاب الأليم } لأنهم هم الذين يعتبرون وينتفعون بها ، أما غيرهم من الذين استحوذ عليهم الشيطان ، فإن هذه الآيات لا تزيدهم إلا رجسا على رجسهم .
وقوله : { وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الألِيمَ } أي : جعلناها عبرة ، لما أنزلنا بهم من العذاب والنكال وحجارة السجيل ، وجعلنا {[27447]} محلتهم بحيرة منتنة خبيثة ، ففي ذلك عبرة للمؤمنين ، { لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الألِيمَ }
وقوله : وَتَرَكْنا فِيها آيَةً للّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الألِيمَ يقول : وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية ، وقال جلّ ثناؤه : وَتَرَكْنا فِيها آيَةً والمعنى : وتركناها آية لأنها التي ائتفكت بأهلها ، فهي الاَية ، وذلك كقول القائل : ترى في هذا الشيء عبرة وآية ومعناها : هذا الشيء آية وعبرة ، كما قال جلّ ثناؤه لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَآخْوَتِهِ آياتٌ للسّائِلِينَ وهم كانوا الاَيات وفعلهم ، ويعني بالاَية : العظة والعبرة ، للذين يخافون عذاب الله الأليم في الاَخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.