التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

ثم بين - سبحانه - أنه قد ترك من وراء هلاكهم ما يدعو غيرهم إلى الاعتبار بهم فقال : { وَتَرَكْنَا فِيهَآ } أى : فى قرية قوم لوط التى جعل الملائكة عاليها سافلها { آيَةً } أى : علامة تدل على ما أصابهم من هلاك ، قيل : هى تلك الأحجار التى أهلكوا بها .

وهذه الآية إنما هى { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ العذاب الأليم } لأنهم هم الذين يعتبرون وينتفعون بها ، أما غيرهم من الذين استحوذ عليهم الشيطان ، فإن هذه الآيات لا تزيدهم إلا رجسا على رجسهم .