اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

قوله : { وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً } يجوز أن يعود الضمير على القَرْية ، أي تركنا في القرية علامةً أي عِبرة كالحجارة أو الماء المنتن ويجوز أن يعود على الإهلاكة{[52896]} المفهومة من السِّياق{[52897]} .

وقوله : «لِلَّذِينَ يَخَافُونَ » أي ما ينتفع بها إلا الخائف ، كقوله تعالى في سورة العنكبوت : { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ العنكبوت : 35 ] ومعنى الآية : أن «الآية » تدلهم على أن الله تعالى أهلكهم فيخافون مثل عذابهم{[52898]} .


[52896]:وهو اسم مرة من غير الثلاثي كتقديسة وتبيِينة وغيرهما.
[52897]:وقد ذكر العلامة أبو حيان في البحر 8/140 هذه الأراء دون نسبة لقائليها بينما ذكر القرطبي في الجامع 17/49 الأول والثاني فقط عن مجهولين أيضا، وذكر الرازي في مرجعه السابق الثاني والثالث.
[52898]:وهو رأي البغوي في معالم التنزيل 6/245.