التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَٰلَ كَمۡ لَبِثۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ} (112)

وبعد هذا الرد الذى فيه ما فيه من الزجر للكافرين ، وبعد بيان أسبابه ، وما اشتمل عليه من تبكيت وتقريع ، يوجه إليهم - سبحانه - سؤالا يزيدهم حسرة على حسرتهم ، فيقول : { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ . . } .

أى : قال الله - تعالى - لهم بعد أن زجرهم وأمرهم أن يسكتوا سكوت هوان وذلة : كم عدد السنين التى لبثتموها فى دنياكم التى تريدون الرجوع إليها ؟

ولا شك أن الله - تعالى - يعلم مقدار الزمن الذى لبثوه ، ولكنه سألهم ليبين لهم قصر أيام الدنيا ، بالنسبة لما هم فيه من عذاب مقيم ، وليزيد فى حسرتهم وتوبيخهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَٰلَ كَمۡ لَبِثۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ} (112)

99

وبعد هذا الرد القاسي المهين ، وبيان أسبابه ، وما في هذا البيان من ترذيل وتبكيت . . يبدأ استجواب جديد :

( قال : كم لبثتم في الأرض عدد سنين ? ) . .

وإن الله - سبحانه - ليعلم . ولكنه سؤال لاستصغار أمر الأرض ، واستقصار أيامهم فيها ، وقد باعوا بها حياة الخلود . . وإنهم ليحسون اليوم بقصر تلك الحياة وضآلتها . وإنهم ليائسون ضيقو الصدر ، لا يعنيهم حسابها وعدتها :

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَٰلَ كَمۡ لَبِثۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ} (112)

{ قال } أي الله أو الملك المأمور بسؤالهم ، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي على الأمر للملك أو لبعض رؤساء أهل النار . { كم لبثتم في الأرض } أحياء أو أمواتا في القبور . { عدد سنين } تميز لكم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَٰلَ كَمۡ لَبِثۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ} (112)

قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر «قال كم لبثتم » و «قل إن لبثتم » ، وقرأ حمزة والكسائي فيهما «قل لكم لبثتم » و «قل إن لبثتم » ، وروى البزي{[8555]} عن ابن كثير «قل كم » على الأمر «قال إن » على الخبر ، وأدغم أبو عمرو وحمزة والكسائي التاء ، والباقون لا يدغمون . فمعنى الأول إخبار عن الله بوقفهم بالسؤال عن المدة ثم يعلمهم آخراً بلبثهم قليلاً ، ومعنى الثانية الأمر لواحد منهم مشار إليه بمعنى يقال لأحدهم قل كذا فإذا غير القويم قيل له «قل إن لبثتم » ، ومعنى رواية البزي التوقيف ثم الإخبار وفي المصاحف قال فيهما إلا في مصحف الكوفة فإن فيه «قل » بغير الألف ، وقوله { في الأرض } قال الطبري معناه في الدنيا أحياء وعن هذا وقع السؤال ونسوا لفرط هول العذاب حتى قالوا { يوماً أو بعض يوم } .

قال الفقيه الإمام القاضي : والغرض من هذا توقيفهم على أن أعمارهم قصيرة أداهم الكفر فيها إلى عذاب طويل ، وقال جمهور المتأولين معناه في جوف التراب أمواتاً .

قال الفقيه الإمام القاضي : وهذا هو الأصوب من حيث أنكروا البعث ، وكان قوله إنهم لا يقومون من التراب قيل لهم لما قدموا { كم لبثتم } ؟ وقوله آخراً { وأنكم إلينا لا ترجعون } يقتضي ما قلناه ، و { عدد } نصب ب { كم } على التمييز ، وقرأ الأعمش «عدداً سنين » بتنوين «عدداً » .


[8555]:هو أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، أبو الحسن، من كبار القراء، من أهل مكة، وتوفي بها، قال ابن الجزري عنه: هو أستاذ محقق ضابط متقن، وعرفه ابن الأثير في (اللباب) بصاحب قراءة ابن كثير، وكان ضعيفا في الحديث. (اللباب، وغاية النهاية، والأعلام).