البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَٰلَ كَمۡ لَبِثۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ} (112)

{ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين } وقرأ حمزة والكسائي وابن كثير { قال كَمْ } والمخاطب ملك يسألهم أو بعض أهل النار ، فلذا قال عبر عن القوم .

وقرأ باقي السبعة قال .

والقائل الله تعالى أو المأمور بسؤالهم من الملائكة .

وقال الزمخشري : قال في مصاحف أهل الكوفة و { قُلْ } في مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام .

وقال ابن عطية : وفي المصاحف قال فيهما إلاّ في مصحف الكوفة فإن فيه { قُلْ } بغير ألف ، وتقدم إدغام باب لبثت في البقرة سألهم سؤال توقيف على المدة .

وقرأ الجمهور { عَدَدَ سِنِينَ } على الإضافة و { كَمْ } في موضع نصب على ظرف الزمان وتمييزها عدد .

وقرأ الأعمش والمفضل عن عاصم عدداً بالتنوين .

فقال أبو الفضل الرازي صاحب كتاب اللوامح { سِنِينَ } نصب على الظرف والعدد مصدر أقيم مقام الأسم فهو نعت مقدم على المنعوت ، ويجوز أن يكون معنى { لَّبِثْتُمْ } عددتم فيكون نصب عدداً على المصدر و { سِنِينَ } بدل منه انتهى .

وكون { لَّبِثْتُمْ } بمعنى عددتم بعيد .

ولما سئلوا عن المدة التي أقاموا فيها في الأرض ويعني في الحياة الدنيا قاله الطبري وتبعه الزمخشري فنسوا الفرط هول العذاب حتى قالوا { يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ }