التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

ثم حذر - سبحانه - الناس من عقابه فقال : { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأرض وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ الله مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } .

أى : وما أنتم - أيها الناس - بقادرين على الرهب منا فى أى مكان من الأرض أو فى غيرها ، لأن قدرتنا لا يعجزها أن تأتى بكم من أى مكان كنتم فيه ، وليس لكم غير الله - تعالى - من ولى يتولى أموركم ، أو نصير يدفع عنكم عذابه .

قال - تعالى - { مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ العزيز الحكيم }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

وفي الآية الثانية يتجلى ضعف هذا الإنسان ، فما هو بمعجز في الأرض ، وما له من دون الله من ولي ولا نصير . فأين يذهب إلا أن يلتجىء إلى الولي والنصير ?

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

{ وما أنتم بمعجزين في الأرض } فائتين ما قضى عليكم من المصائب . { وما لكم من دون الله من ولي } يحرصكم عنها . { ولا نصير } يدفعها عنكم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

ثم أخبر عن قصور ابن آدم وضعفه وأنه في قبضة القدرة ، لا يعجز طلب ربه ، ولا يمكنه الفرار منه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

عطف على جملة { ويعفو عن كثير } [ الشورى : 30 ] ، وهو احتراس ، أي يعفو عن قدرة فإنكم لا تعجزونه ولا تغلبونه ولكن يعفو تفضلاً .

والمعجز : الغالب غيره بانفلاته من قبضته . والمعنى : ما أنتم بفالتين من قدرة الله . والخطاب للمشركين .

والمعنى : أن الله أصابكم بمصيبة القحط ثم عفا عنكم برفع القحط عنكم وما أنتم بمفلتين من قدرة الله إن شاء أن يصيبكم ، فهو من معنى قوله : { إنَّا كَاشفُوا العذاب قليلاً إنَّكُم عائدون } [ الدخان : 15 ] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان حين دعا برفع القحط عنهم : تعودون بعد ، وقد عادوا فأصابهم الله ببطشة بدر قال : { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } [ الدخان : 16 ] .

وتقييد النفي بقوله : { في الأرض } لإرادة التعميم ، أي في أي مكان من الأرض لئلا يحسبوا أنهم في منعة بحلولهم في مكة التي أمّنها الله تعالى ، وذلك أن العرب كانوا إذا خافوا سطوة ملك أو عظيم سكنوا الجهات الصعبة ، كما قال النابغة ذاكراً تحذيره قومه من ترصد النعمان بن المنذر لهم وناصحاً لهم :

إِمَّا عُصيت فإني غير منفلتـــ *** مني اللِصاب فجنبا حَرة النـار

أو أضع البيت في صَماء مُضلمةٍ *** من المظالم تُدْعَى أمَّ صبـــار

تدافع الناسَ عنّا حين نركبهـــا *** تقيد العَيْر لا يسري بها الساري

وجيء بالخبر جملة اسمية في قوله : { وما أنتم بمعجزين } للدلالة على ثبات الخبر ودوامه ، أي نَفي إعجازهم ثابت لا يتخلف فهم في مكنة خالقهم .

ولما أفاد قوله : { وما أنتم بمعجزين في الأرض } أن يكون لهم منجى من سُلطة الله أُتبع بنفي أن يكون لهم ملْجَأٌ يلجأُون إليه لينصرهم ويقيهم من عذاب الله فقال : { وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } أي ليس لكم وليّ يتولاكم فيمنعكم من سلطان الله ولا نصير ينصركم على الله إن أراد إصابتكم فتغلبونه ، فجمَعت الآية نفي ما هو معتاد بينهم من وجوه الوقاية .

و { من دون الله } ظرف مستقرّ هو خبر ثان عن { ولي } و { نصير } ، والخبر الأول هو { لكم } . وتقديم الخبرين للاهتمام بالخبر ولتعجيل يأسهم من ذلك .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وما أنتم بمعجزين} يعني بسابقي الله هربا {في الأرض} بأعمالكم الخبيثة حتى يجزيكم بها.

{وما لكم من دون الله من ولي} يعني قريب ينفعكم.

{ولا نصير}: ولا مانع يمنعكم من الله جل وعز...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وما أنتم أيها الناس بمفيتي ربكم بأنفسكم إذا أراد عقوبتكم على ذنوبكم التي أذنبتموها، ومعصيتكم إياه التي ركبتموها هربا في الأرض فمعجزيه، حتى لا يقدر عليكم، ولكنكم حيث كنتم في سلطانه وقبضته، جارية فيكم مشيئته.

"وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ مِنْ وَلِيّ" يليكم بالدفاع عنكم إذا أراد عقوبتكم على معصيتكم إياه ولا نَصِيرٍ يقول: ولا لكم من دونه نصير ينصركم إذا هو عاقبكم، فينتصر لكم منه، فاحذروا أيها الناس معاصيه، واتقوه أن تخالفوه فيما أمركم أو نهاكم، فإنه لا دافع لعقوبته عمن أحلها به...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وجه الحجة بذلك على العبد أنه إذا كان لا يعجز الله، ولا يجد دافعا عن عقابه خف عليه عمل كل شيء في جنب ما توعد به.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} والمراد بهم من يعبد الأصنام، بين أنه لا فائدة فيها البتة، والنصير هو الله تعالى، فلا جرم هو الذي تحسن عبادته...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وما لكم} أي عند الاجتماع فكيف عند الانفراد...

{من دون الله} أي المحيط بكل شيء عظمة وكبراً وعزة، وعم بقوله: {من ولي} أي يكون متولياً لشيء من أموركم بالاستقلال.

{ولا نصير} يدفع عنكم شيئاً يريده سبحانه بكم...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

يعفو عن قدرة فإنكم لا تعجزونه ولا تغلبونه ولكن يعفو تفضلاً.

والمعجز: الغالب غيره بانفلاته من قبضته، والمعنى: ما أنتم بفالتين من قدرة الله. والخطاب للمشركين. والمعنى: أن الله أصابكم بمصيبة القحط ثم عفا عنكم برفع القحط عنكم وما أنتم بمفلتين من قدرة الله إن شاء أن يصيبكم، فهو من معنى قوله: {إنَّا كَاشفُوا العذاب قليلاً إنَّكُم عائدون} [الدخان: 15]،... وتقييد النفي بقوله: {في الأرض} لإرادة التعميم، أي في أي مكان من الأرض لئلا يحسبوا أنهم في منعة بحلولهم في مكة التي أمّنها الله تعالى، وذلك أن العرب كانوا إذا خافوا سطوة ملك أو عظيم سكنوا الجهات الصعبة...

وجيء بالخبر جملة اسمية في قوله: {وما أنتم بمعجزين} للدلالة على ثبات الخبر ودوامه، أي نَفي إعجازهم ثابت لا يتخلف فهم في مكنة خالقهم...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

قد يكون الفرق بين (الولي) و (النصير) هو أن الولي هو الذي يقوم بجلب المنفعة، والنصير هو الذي يقوم بدفع الضرر، أو أن الولي يقال لمن يدافع بشكل مستقل، والنصير يقال لمن يقف إلى جانب الإنسان ويقوم بنصرته...