البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

{ وما أنتم بمعجزين } : أنتم في قبضة القدرة .

وقيل : ليست المصائب من الأسقام والقحط والغرق وغير ذلك بعقوبات على الذنوب لقوله : { اليوم تجزي كل نفس بما كسبت } ولاشتراك الصالح والطالح فيهما ، بل أكثر ما يبتلي به الصالحون المتقون .

وفي الحديث : « خص بالبلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل » ولأن الدنيا دار التكليف ، فلو حصل الجزاء فيها لكانت دار الجزاء ، وليس الأمر كذلك .

وهذا القول يؤخره نصوص القرآن ، كقوله تعالى : { فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً } الآية .