روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (31)

{ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ في الأرض } أي جاعلين الله سبحانه وتعالى عاجزاً عن أن يصيبكم بالمصائب بما كسبت أيديكم وإن هربتم في أقطار الأرض كل مهرب ، وقيل : المراد أنكم لا تعجزون من في الأرض من جنوده تعالى فكيف من في السماء { وَمَا لَكُمْ مِن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِىّ } من متول بالرحمة يرحمكم إذا أصابتكم المصائب وقيل يحميكم عنها { وَلاَ نَصِيرٍ } يدفعها عنكم ، والجملة كالتقرير لقوله تعالى : { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [ الشورى : 30 ] أي أن الله تعالى يعفو عن كثير من المصائب إذ لا قدرة لكم أن تعجزوه سبحانه فتفوتوا ما قصى عليكم منها ولا لكم أيضاً من متول بالرحمة غيره عز وجل ليرحمكم إذا أصابتكم ولا ناصر سواه لينصركم منها ولهذا جاء عن علي كرم الله تعالى وجهه أن هذه أرجى آية في القرآن للمؤمنين ، ويقوى أمر الرجاء على ما قيل : أن معنى { مَا أَنتُمْ } الخ ما أنتم بمعجزين الله تعالى في دفع مصائبكم أي أنه سبحانه قادر على ذلك