وقوله - تعالى - : { وَنَسُوقُ المجرمين إلى جَهَنَّمَ وِرْداً } بيان لسوء عاقبة المجرمين بعد بيان ما أعده الله للمتقين من نعيم .
و { وِرْداً } أى : عطاشا . وأصل الورد الإتيان إلى الماء بقصد الارتواء منه بعد العطش الشديد .
أى : ونسوق المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم فى دنياهم ، نسوقهم سوقا إلى جهنم كما تساق البهائم . حالة كونهم عطاشا ، يبحثون عن الماء فلا يجدونه .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: ونسوق الكافرين بالله الذين أجرموا إلى جهنم عطاشا...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا}؛ الوارد هو طالب الماء، والورد الجمع. فكأنه قال: ونسوق المجرمين إلى جهنم عطاشا طلاب الماء على ما قاله أهل التأويل. والمجرم: قال أبو بكر الأصم: هو الوثاب في المعصية. وأصل الإجرام الاكتساب، ولهذا 8 قال بعض الناس في قوله: {ولا يجرمنكم شنئان قوم} [المائدة: 2 و8] أي يكسبنكم. وأصله هو كسب الإثم.
وقوله تعالى: {ونسوق المجرمين} فيه أنهم إنما يساقون على كره منهم، إذ ذكر في الكافرين السوق، وذكر في المؤمنين الجمع والحشر.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
فأولئك [المتقون] يُساقون بوصف العِزَّ، وهؤلاء [المجرمون] يُساقون بنعت الذُّلِّ، فيجمعهم في السَّوْقِ، ولكن يُغَاير بينهم في معانيه...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
وذكر الكافرون بأنهم يساقون إلى النار بإهانة واستخفاف كأنهم نعم عطاش تساق إلى الماء. والورود: العطاش لأنّ من يرد الماء لا يرده إلا لعطش وحقيقة الورد: المسير إلى الماء...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
و «السَّوْق» يتضمن هواناً لأنهم يحفزون من ورائهم، و «الِورد» العطاش، قاله ابن عباس وأبو هريرة والحسن، وهم القوم الذين يحتفزون من عطشهم لورود لماء...
أما قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} فقوله: {نسوق} يدل على أنهم يساقون إلى النار بإهانة واستخفاف كأنهم نعم عطاش تساق إلى الماء، والورد اسم للعطاش، لأن من يرد الماء لا يرده إلا للعطش. وحقيقة الورود السير إلى الماء فسمي به الواردون.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
السوق: تسيير الأنعام قُدام رعاتها، يجعلونها أمَامهم لترهب زجرهم وسياطهم فلا تتفلّت عليهم، فالسوق: سير خوفٌ وحذر. وقوله {ورداً} حال قصد منها التشبيه، فلذلك جاءت جامدة لأن معنى التشبيه يجعلها كالمشتق. والوِرد بكسر الواو: أصله السير إلى الماء، وتسمى الأنعامُ الواردة وِرداً تسمية على حذف المضاف، أي ذات ورد، كما يسمى الماء الذي يرده القوم ورداً. قال تعالى: {وبئس الورد المورود} [هود: 98]...
ونسوق: والسائق يكون من الخلف ينهرهم ويزجرهم، كما جاء في قوله تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا "13 "} (سورة الطور): ولم يقل مثلاً: نقودهم؛ لأن القائد يكون من الأمام، وربما غافله أحدهم وشرد منه. وقوله تعالى: {ورداً} الورد: هو الذهاب للماء لطلب الري، أما النار فمحل اللظى والشواظ واللهب والحميم، فلماذا سمى إتيان النار بحرها ورداً؟ هذا تهكم بهم...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.