التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ} (10)

وقوله - سبحانه - : { إِنَّهُ على رَجْعِهِ لَقَادِرٌ . يَوْمَ تبلى السرآئر . فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِر } . بيان لكمال قدرته - تعالى- وأنه كما أنشأ الإِنسان من ماء مهين ، قادر على إعادته إلى الحياة بعد موته . والضمير فى قوله : { إنه } يعود إلى الله - عز وجل - لأن الخالق للإِنسان من ماء دافق هو الله - تعالى - .

والضمير فى قوله " رجعه " يعود إلى الإِنسان المخلوق .

وقوله : { تبلى } من البلاء بمعنى الاختبار والامتحان . ومنه قوله - تعالى - { إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين } والمراد بقوله { تبلى } هنا : الكشف والظهور .

و { السرائر } جمع سريرة ، وهى ما أسره الإِنسان من أقوال وأفعال ، والظرف " يوم " متعلق بقوله : { رجعه } .

أى : إن الله - تعالى - الذى قدر على خلق الإِنسان من ماء دافق .

يخرج من بين الصلب والترائب . . لقادر - أيضا - على إعادة خلق هذا الإِنسان بعد موته ، وعلى بعثه من قبره للحساب والجزاء ، يوم القيامة ، يوم تكشف المكنونات ، وتبدو ظاهرة للعيان ، وترفع الحجب عما كان يخفيه الإِنسان فى دنياه من عقائد ونيات وغيرهما .

وفى هذا اليوم لا يكون للإِنسان من قوة تحميه من الحساب والجزاء ، ولا يكون له من ناصر ينصره من بأس الله - تعالى - أو من مدافع يدافع عنه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ} (10)

وكما ينفذ الحافظ إلى النفس الملفعة بالسواتر ! كذلك تبلى السرائر يوم يتجرد الإنسان من كل قوة ومن كل ناصر : ( فما له من قوة ولا ناصر ) . . ما له من قوة في ذاته ، وما له من ناصر خارج ذاته . . والتكشف من كل ستر ، مع التجرد من كل قوة ، يضاعف شدة الموقف ؛ ويلمس الحس لمسة عميقة التأثير . وهو ينتقل من الكون والنفس ، إلى نشأة الإنسان ورحلته العجيبة ، إلى نهاية المطاف هناك ، حيث يتكشف ستره ويكشف سره ، ويتجرد من القوة والنصير . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ} (10)

وقوله : { فَمَا لَهُ } أي : الإنسان يوم القيامة { مِنْ قُوَّةٍ } أي : في نفسه { وَلا نَاصِرٍ } أي : من خارج منه ، أي : لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله ، ولا يستطيع له أحد ذلك .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٖ وَلَا نَاصِرٖ} (10)

وقوله : فَمَا لَهُ مِنْ قُوّةٍ وَلا ناصِرٍ يقول تعالى ذكره : فما للإنسان الكافر يومئذٍ من قوّة يمتنع بها من عذاب الله ، وأليم نكاله ، ولا ناصر ينصره ، فيستنقذه ممن ناله بمكروه ، وقد كان في الدنيا يرجع إلى قوّة من عشيرته ، يمتنع بهم ممن أراده بسوء ، وناصر من حليف ينصره على من ظلمه واضطهده . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فَمَا لَهُ مِنْ قُوّةٍ وَلا ناصِر ينصره من الله .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : وَلا ناصِرٍ قال : من قوّة يمتنع بها ، ولا ناصر ينصره من الله .

حدثني عليّ بن سهل ، قال : حدثنا ضَمْرة بن ربيعة ، عن سفيان الثوريّ ، في قوله : مِنْ قُوّةٍ وَلا ناصِرٍ قال : القوّة : العشيرة ، والناصر : الحليف .