التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

والظرف فى قوله : { يَوْمَ تَمُورُ السمآء مَوْراً } متعلق بقوله { لَوَاقِعٌ } ومنصوب به ، أى : إن هذا العذاب لواقع يوم تضطرب السماء اضطرابا شديدا ، وتتحرك بمن فيها تحكرا تتداخل معه أجزاؤها .

فالمور . هو الحركة والاضطراب والدوران ، والمجىء والذهاب ، والتموج والتكفُّؤُ ، يقال : مار الشىء مورا ، إذا تحرك واضطرب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

ويعقب هذا الإيقاع الرهيب مشهد مصاحب له رهيب :

( يوم تمور السماء مورا ، وتسير الجبال سيرا ) . .

ومشهد السماء الثابتة المبنية بقوة وهي تضطرب وتتقلب كما يضطرب الموج في البحر من هنا إلى هناك بلا قوام .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

القول في تأويل قوله تعالى : { يَوْمَ تَمُورُ السّمَآءُ مَوْراً * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً } .

يقول تعالى ذكره : إن عذاب ربك لواقع يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا فيوم من صلة واقع ، ويعني بقوله : تمور : تدور وتكفأ . وكان معمر بن المثنى يُنشد بيت الأعشى :

كأنّ مِشْيَتَها مِنْ بَيْتِ جارَتِها *** مَوْرُ السّحابَةِ لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ

فالمور على روايته : التكفؤ والترهيل في المشية ، وأما غيره فإنه كان يرويه مرّ السحابة .

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم فيه نحو الذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا قال : يقول : تحريكا .

حدثنا ابن المثنى وعمرو بن مالك ، قالا : حدثنا أبو معاوية الضرير ، عن سفيان بن عُيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا قال : تدور السماء دَوْرا .

حدثنا الحسن بن عليّ الصدائي ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : أخبروني عن معاوية الضرير ، عني ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا قال : تدور دورا .

حدثنا هارون بن حاتم المقري ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : ثني أبو معاوية ، عني ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا قال : تدور دورا .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا مورها : تحريكها .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا يعني : استدارتها وتحريكها لأمر الله ، وموج بعضها في بعض .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، قال : قال الضحاك يَوْم تَمُورُ السّماءُ مَوْرا قال : تموج بعضها في بعض ، وتحريكها لأمر الله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا قال : هذا يوم القيامة ، وأما المور : فلا علم لنا به .

وقال آخرون : مورها : تشققها . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْرا قال : يوم تشقّق السماء .