التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (107)

وهنا يحكى لنا القرآن ما أسرع بفعله موسى للرد على فرعون فقال : { فألقى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } : أى فألقى موسى عصاه التي كانت بيده أمام فرعون فإذا هى ثعبان مبين ، أى : ظاهر بين لاخفاء في كونه ثعباناً حقيقياً يسعى في خفة وسرعة كأنه جان .

والثعبان : الذكر العظيم من الحيات ، وقيل : إنه الحية مطلقا .

وذد ذكر بعض المفسرين روايات عن ضخامة هذا الثعبان وأحواله ، إلا أننا أضربنا عنها صفحا لضعفها .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (107)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَأَلْقَىَ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مّبِينٌ } . .

يقول جلّ ثناؤه : فَألْقَى مُوسَى عَصَاهُ فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ قال حية ، مُبِينٌ يقول : تتبين لمن يراها أنها حية .

وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ قال : تحوّلت حية عظيمة . وقال غيره : مثل المدينة .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ يقول : فإذا هي حية كادت تتسوّره ، يعني كادت تثب عليه .

حدثني موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ والثعبان : الذكر من الحيات ، فاتحة فاها ، واضعة لحيها الأسفل في الأرض ، والأعلى على سور القصر . ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه ، فلما رآها ذعر منها ، ووثب فأحدث ، ولم يكن يُحدث قبل ذلك ، وصاح : يا موسى خذها وأنا مؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسى فعادت عصا .

حدثني عبد الكريم بن الهيثم ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا أبو سعد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ قال : ألقى العصا فصارت حية ، فوضعت فَقْما لها أسفل القبة ، وفقما لها أعلى القبة قال عبد الكريم : قال إبراهيم : وأشار سفيان بأصبعه الإبهام والسبابة هكذا شبه الطاق فلما أرادت أن تأخذه ، قال فرعون : يا موسى خذها فأخذها موسى بيده ، فعادت عصا كما كانت أوّل مرّة .

حدثنا العباس بن الوليد ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا الأصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب ، قال : ثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : ألقى عصاه ، فتحوّلت حيّة عظيمة فاغرة فاها ، مسرعة إلى فرعون فلما رأى فرعون أنها قاصدة إليه ، اقتحم عن سريره ، فاستغاث بموسى أن يكفها عنه ، ففعل .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : ثُعْبانٌ مُبِينٌ قال : الحية الذكر .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم ، قال : ثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول : لما دخل موسى على فرعون ، قال له موسى : أعرفك ؟ قال : نعم ، قال : ألَمْ نُرَ بّكَ فِينا وَلِيدا ؟ قال : فردّ إليه موسى الذي ردّ ، فقال فرعون : خذوه فبادره موسى فألقى عصاه ، فإذا هي ثعبان مبين ، فحملت على الناس فانهزموا ، فمات منهم خمسة وعشرون ألفا ، قتل بعضهم بعضا ، وقام فرعون منهزما حتى دخل البيت .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو سعد ، قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله : فَألْقَى عَصَاهُ فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ قال : ما بين لَحييها أربعون ذراعا .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، عن جويبر ، عن الضحاك : فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ قال : الحية الذكر .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (107)

{ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } ظاهر أمره لا يشك في أنه ثعبان وهو الحية العظيمة . روي : أنه لما ألقاها صارت ثعبانا أشعر فاغرا فاه بين لحييه ثمانون ذراعا ، وضع لحيه الأسفل على الأرض والأعلى على سور القصر . ثم توجه نحو فرعون فهرب منه وأحدث ، وانهزم الناس مزدحمين فمات منهم خمسة وعشرون ألفا ، وصاح فرعون يا موسى أنشدك بالذي أرسلك خذه وأنا أومن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذه فعاد عصا .