السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانٞ مُّبِينٞ} (107)

{ فألقى عصاه فإذا هي } أي : العصا { ثعبان مبين } أي : ظاهر أمره لا شك فيه أنه ثعبان ، والثعبان الذكر العظيم من الحيات .

فإن قيل : أليس قال الله تعالى في موضع : { كأنها جان } ( النمل ، 10 )

والجان الحية الصغيرة ؟ أجيب : بأنها كانت كالجان في الخفة والحركة وهي في جثتها حية عظيمة . روي أنه لما ألقاها صارت حية عظيمة صفراء شقراء فاغرة فاها بين لحييها ثمانون ذراعاً وارتفعت عن الأرض بقدر ميل وقامت على ذنبها واضعة لحيها الأسفل في الأرض والأعلى على سور القصر وتوجهت نحو فرعون لتأخذه فوثب فرعون عن سريره هارباً وأحدث قيل : أخذته البطن في ذلك اليوم أربعمائة مرّة وقد قيل : إنه كان يأكل الموز حتى لا يتغوّط وحملت على الناس فانهزموا وصاحوا ومات منهم خمسة وعشرون ألفاً ودخل فرعون البيت وصاح يا موسى أنشدك الله الذي أرسلك أن تأخذها وأنا أؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسى فعادت عصا كما كانت ثم قال : هل معك آية أخرى قال : نعم .